الجمعة، 24 أبريل 2015

قراءة الناقد - امجد الضميري لقصيدة // عابر // نشرت القراءة في اكثر من جريدة وموقع



قراءة - امجد الصميري 

عابر قصيدة تعبر للروح .. تتوافد بلا تردد لآخر نبض ولا أنكر
عشقي المختلف لهذا الشاعر ولأنه ثروة الشعر هامة نجد
الشاعر القدير أحمد الناصر الأحمد فهو مختلف تماماً بندرة الطرح والمضمون ومع عابر ..ثم نستزيد بالتفصيل والقراءة
" عا بر "
شعر - أحمد الناصر الأحمد
عابر ..وخطواتي مواقع للأزهار=عابر ..خيالاتي مواسم سحابه
عابر ..وابهدي للزمن كل الأشعار=نزف القلم هم الورق والكتابه
عابر ..وابنسف في شراييني اعصار=جربت انا الغربة وشفت الغرابه
عابر ..بلاتفكير ..مليت الأفكار=ومليت من طول الشقا والكآبه
عابر ..بدوناسرار ..هوباقي أسرار؟=حتى الألم صارت دروبه تشابه !
عابر ..وزادي بالسفر حب الأسفار=عابر ..طريقي بين صحرا وغابه
عابر ..وابنهي مرحلة نضجي الحار=عابر ..وابلغي من عذابي عذابه
في تربة الغربة نبت عندي اصرار=وعما يقول الناس ما أملك إجابة
عابر ..واذاقررت ما احب الأعذار=ويكفين وصف البعض بإنسان نابه
قد تراه السهل الممتنع لوهلة كما يحدث معي دوماً لكن ..ليس كما يُرى
عابر ..وخطواتي مواقع للأزهار
أولها - عابر ..والعابرليس كالسائر ولا كالماشي
فالعبور هو الذي لا يتوقف أبداً ..فقد نبطئ المشي وقد
ينتظر السائر لكن العابر لا يقف .. لهذا لا نقول صاروخ سائر ..بل نقول صاروخ عابر ولعلمي بأنه لا يضخ المفردة إلا بوعي كنت أترقب هذا الوعي بكل وسائل التنظير فقط .. كي أتعلم وأتتلمذ هنا في مدرسة هذا المختلف وسأعلم لماذا هو عابرٌ لا يتوقف ..حينما أكمل " وخطواتي مواقع للأزهار "
والخطوة هي المسافة بين القدمين عند المشي " أي أقل من
متر في السرعة ومتر في الإبطاء " فكيف لا أصاب بدوار هنا وأعجز عن الحسبة ..؟!
إذاً برغم عدم التوقف والسرعة بعابر كانت كل مسافة وهي أقل من متر أماكن للأزهار ..ولم يقل موقع ..بل مواقع ..
فكيف أتخيل كم موقع في كل خطوة وكل موقع فيه أزهار ثم أحسب الخطوات السريعة ..لأعود علي أفهم ماذا أراد - 1الكثرة والوفرة بمددٍ بلا عدد
- 2 السرعة وعدم التوقف وكأنه لا يبالي بشموخ رغم ما
يترك فكيف بالتأني كم سيزرع في كل خطوة ..؟!
- 3العبور لا يكتفي بالسرعة بل بالوصول الدقيق ..وهذه لم تخرج بعد سننتظرها
4 كل هذا في شطر واحد .." يا إلهي كيف يضيء فكري "-بروعته وإتقانه
عابر ..خيالاتي مواسم سحابه
أيضاً عابر بسرعة ولكن إلى أين هنا ..؟!
في السابق كانت على الأرض ..والآن للسماء
وكيف صعد لنجد " خيالاتي " تشرح عدم المبالغة والتواضع
وهنا تساءلت لو فرضاً قال " بفكري " لأني سأكتبها بغباء
معتبراً أنها أفضل وأن الفكر يوصلني للسماء كشهادة نبوغ
..ولكن سيتلف المعنى ..؟!
لأن الفكرة صورة ذهنية لكنها لا تكون فكرة إن خلت من
حيز التحقيق ..بل تكون خيالاً
لهذا علمت أننا نكتب بتسرع أحياناً بعكس هذا
المتمرس
فهو يترك أمرين ..التواضع بذكره الخيال رغم الارتقاء
للسماء وعدم المبالغة وكلها في مفردة واحدة تستنطقني
بعجبٍ وتعجب ..!!
يقال موسم حج للكثرة وموسم حصاد أيضاً للكثرة
والموسم فصل واحد
فكيف مواسم ستكون عدة فصول وكذلك تفيد الكثرة
والوفرة
وأخيراً يسقي الروح بمفردة " سحابه " وهو هنا لا يقصد
سحابة أي الغيمة الواحدة بل يجمعها " سحاب " والهاء
ضمير تعيدنا إلى الخيال ..فمن لا يفرق بين الهاء والتاء
المربوطة لن يقرأ شعر هذا الواعي المدرك
كذلك برغم ذكره السحاب لم يذكر المطر
وقفة أولاًوهنا تفيد التمني بهطول مطر إن كان السحاب
موجود هذا
وقد تعكس عدم الرضا ثانياً لأنها سحاب لم يمطر بسبب
" الخيال " وكأنه يقول لا يتحقق ومع هذا طموحي للصعود
كبير ..وهنا أحتار أيهما أراد ..فحق لي جمع الصورتين بقالب
واحد ..والعلم عند المعلم بالتأكيد
وهكذا كيف أنصفه بربي ..وبحق ما يترك من روعة
ليعبر بسرعة من الأرض للسماء وبتواضع ووعي لخيالاته
مواسم سحاب
عبقرية نعم ..دهشة نعم ..بساطة برمزية نعم ..قوة
حرف نعم
لهذا مثله لا يمل ..والله لا يمل
فهو يرويني بشكل مختلف ..وليتني أنصفه ببعض ما
يستحق
عابر ..وابهدي للزمن كل الأشعار
هنا قد نقترب من الوصول بعد عبوره في " وابهدي " كناية
عن أسبقية التحصيل ولا يهدى شيء كعطاء إلا وبالمقابل
نجد أخذ .. فمسألة العبور تنتهي بالوصول هنا
وللزمن كل الاشعار ..لماذا اختار الزمن ..؟
أليس بسبب العبور والسرعة وعدم التوقف ربما لكن أيضاً
أجد فيها نوع من رثاء الروح فهو لم يذكر حبيبه ولا صديق
ولا مجد بل ذكر الزمن وكأنه يفتقر لمن يكتب إليه بذكر الزمن
وهو وصفٌ للوحدة
ولكن أعرف هذا الشامخ  لا يلين وغير قابل للكسر
يريدها تخليداً بذكره للزمن ..حيث لا تفنى ولا تنتهي
لكن بحق أعجز برغم معرفتي له وقراءتي أمام ما يضعه
من تحيير ..فقط لأعرف ماذا يريد سأسلك كل الدروب ..وقلة
من الشعراء من يضعك في هكذا موقف
نزف القلم هم الورق والكتابه
هنا سأجزم وأمري على الله بأن المقصد رثاء روح
والدليل " نزف " و " هم "
لكن لنرى الحبكة هنا نزف القلم وهو حبره أو دمه ..ولكن
من يحمل الهم الورق
وهما عائلة ..فقلم بلا ورقة لا يفيد ..وورقةبلا قلم لا تفيد
..فإن نزف القلم كان الهم للورق ..ثم يجمع الكل في "
والكتابه " لتخرج الحروف محملة بالنزف والهموم
لهذا كنت أجزم برثاء الروح ..ومافي عقل الشاعر لا ندركه
بسرعة
عابر ..وابنسف في شراييني اعصار
نعم كنت محقاً يا أستاذي بالسابق كونه رثاء للروح
ليأتي التوكيد هنا " وابنسف " بمعنى أسحق - أفجر - أدمر
- وقد تأتي بمعنى أزيل - أغربل - أنقل ..فأيهما أراد ..؟
وفي كل مرة سيترك لي الحيرة والبحث عن إجابة شافية
بروعته
وكم هي جميلة رغم قسوتها فهي تقرأ بلذة " عابر
وابنسف " لا شك بأنه مع الفكرة يحمل الأناقة بالاختيار
والتوظيف
في شراييني اعصار ..  فعلا حيرة ..والسبب غموض
" وابنسف " هل يريد إزالة الإعصار أم نقله أم تفجيره أم
سحقه أم غربلته
الصمت أولى " ومن قال لا أعلم فقد أفتى " نعم أنا هنا
لا أعلم .
جربت انا الغربة وشفت الغرابه
جمع شيق ويعبق بالشذى بسبب " الغربة - الغرابه " وكل
واحدة مستقلة بالفكرة متقاربة باللفظ
وهنا تكون التجربة من نصيب الغربة والنظر من نصيب
الغرابه
لأننا لن نشاهد غربة غيرنا أبداً من منطق الحس
ولن نجرب الغرابة من منطق االفكر
لله درك ..كم أنت للجمال مبهر و بالضوء مجهر وللوعي
مظهر
عابر ..بلا تفكير ..مليت الأفكار
عابر بلا تفكير .. إن كان هذا السامي لا يفكر ..فمن فينا
يفكر ..؟!
لكن السبب ملل .. وآه أعادني لملل وروعتها وهي قصيدة
أخرى تحمل لفظ " ملل " كثيراً ولذات الشاعر
قد تكون السرعة هي السبب في شرود التفكير ..والملل
في استحضار الأفكار
والصلة لا تنتهي هنا .. في العجز سيكمل بقية
الأسباب
ومليت من طول الشقا والكآبه
نعم حمل الهموم يتعب فكيف بالشقاء وإن كان طويلاً
وفوقه كآبه ..ستلغي الأمل ..والأمل يلغي الطموح
..والطموح يلغي الفكرة
هكذا بكل بساطة ..آخرحدود اليأس
عافاك من الشقاء بقصره وطوله وأبعدك عن الكآبة
هنا للناي حضرة ..ولرغيف الصبر اليابس جفوة
فكيف أستقيم لحزن قلبك وأواسيه ..وما يخرج من الروح
والقلب سيصل للروح وللقلب
عابر ..بدوناسرار ..هوباقي اسرار؟
وللأسرار نفي ..والأمر بات مكشوفاً
والسبب لم يعد هنالك ما يخفيه من أسرار
والمقصد " لمن تحفظ الأسرار " وبمحض القياس على ما
سبق من أبيات صارخة بالوحدة والغربة والشقاء والكآبه
حتى الألم صارت دروبه تشابه !
والألم بطرقه المتعددة تكفل بالتشابه وكأنه الغاية
المنشودة
لا أدري حينما يحل الألم أو الحزن أفتقد للتوازن
وأشعر بأن كل ما يكتب عن الأحزان والهموم والألم
يخصني أو مرسل من أجلي
فأخشى التنظير بحكم عاطفة لا عقل :
عابر ..وزادي بالسفر حب الأسفار
السفر صاحب الفوائد ..لكن العبور ليس للتأني
ولكن لمن التأني ..؟!
هو ليس لمن قال :
اكبرعذاريبي براءة وضوحي
واصعب عيوبي إني إنسان لمّاح
فاللماح ليس بحاجة للتأني ..فهو يقطف الفائدة قبل
أن تسقط باستواء
وزاد السفر ذلك الحب الكبير .. ومن يحب لا يكره ..وسيأتي
الشطر الثاني ليبين معنى الحب كما يراه المحب الحقيقي
عابر .. طريقي بين صحرا وغابه
وكالعادة جمع المتناقضات هواية هذا الهرم
لكن ليس حباً في التناقض بلا فكرة أو هوية
بل هو موازنة واعتدال بالقياس
وبلفظٍ ومعنى
وهنا وضوح الإنصاف برغم محبة السفر
هنالك الصحراء بما فيها من جفاف وجلادة وغلظ
وبالمقابل الغابة بما فيها من رطوبة ولين ودقة
ليخبرنا أن الحب لا ينتهي بكره فهو للسفر ذاك المحب الذي
يرى أتعس أوقاته سعادة فلا يترك تلك المحبة بل تصبح زاده عن
الجوع مهما حدث
أعرفه كيف يقنص الأشهى والأجمل
عابر ..وابنهي مرحلة نضجي الحار
أولاً ما ألذ " نضجي " هنا كعادة الأناقة
ثانياً " مرحلة " لم تقع ببساطة ..لأنه يطلب الانتقال
وكل شيء هنا يغلي ..وقد تقرأ بشكل مغاير تماماً تحت
وطأة التبطين و قدرة " الحار " وتخدم بما معناه
" التوحد والانصهار المقسوم على اثنين "
وتعود لنية القارئ و " لقلبي الأخضر "
سأصمت ..كي لا أشوه المعنى وأفتح للبعض باباً ومدخلاً
للاستقراء الكاذب بفعل وشايتي ..وسأقفل نافذتي أيضاً ..
والعذر من قلب شاعري اللذيذ حرفاً
عابر ..وابلغي من عذابي عذابه
بتلميح بسيط " من عذابي عذابه " هي سبب شرود نية
القارئ
وكذلك " مرحلة " التي تفيد الانتقال
ومع هذا أقول " وابلغي من عذابي عذابه " ليست لأمرين
مختلفين أو متباعدين وللوزن أسقطت " كل " ..وهو
استئصال لا مجال فيه للعودة لذكر العذاب بتكرار ..كمثل
أن يقال أزيل من قلبي قلبه أي أعمق ما في القلب
وفي كلتا النظرتين تبقى مثار تساؤل ودهشة وذهول
زادك الله من نعيمه بهذا السحر - الشعر - العطر
في تربة الغربة نبت عندي اصرار
هنا توقف عن " عابر " ومنحى العبور ..والسبب تكرار
الغربة ..ليترك العبور الثاني ويقف قليلاً لهدف آخر يقيسه
التوقيت أو الغربة
وكأنه يجعل من تلك التي كانت سبب في تحول القصيدة
من البيت الثالث هي سبب العبور وسبب ما تبعها وما
سبقها
فوضع الإصرار رغم تربة الغربة الحزينة يشدني لذكر شجر
الصبار في الصحراء أو السدر
ولهذا سنذكر سبب قدومه بالبيت الأول وقوله "
وخطواتي مواقع للأزهار "
وهذا هو الإصرار وروحه ومعناه
ألم أقل سابقاً أنه شامخ جداً وقليل أن يقوم برثاء الروح ..
هاهو يدق أوتاد التفاصيل بذكره الإصرار وهو أول سلاح يتقدم
بسبب التحدي والطموح
وعما يقول الناس مااملك اجابة
وهنا ..عما ..جريئة وهي بالأصل "" عَنْ وما ""دمجت
لتكون عما لتسهيل القراءة ويعجبني من يستنبط مثل
هذه الأشياء ويوظفها بشكل راقي ومفيد ..كذلك وردت
في القرآن الكريم لكن هذا الاستنباط المباح فبعضهم يحاول
بجرأة أن يصل إلى " عما يتساءلون " _ الآية _
فيقول والعياذ بالله " عما " ويضيف عليها مفردة تنتهي
بالواو والنون - وهي أخطاء المستنبطين الصغار ظناً منهم
أنها فصاحة
" أرأيت إلى أين تأخذني " والحديث مع شعرك لا يمل
وبسهولة يغلق حساب الأقوال بغير وصف هل هي
حسنة أم سيئة ..فقط يكتفي بالتقدم ..ليوصل رسالة
مفادها أن الكلام لا يفيد غالباً .. بل من منطلق الإصرار
والعمل سيصمتون بخير الكلم وشره
والحمد لله لم أمر بقصيدة واحدة خالية من الحكمة
ونضج الفكر
عابر ..واذا قررت ما احب الأعذار
ويعود للعبور الآن .. ليصف القرار وهو الأخير في هذه
العصماء وكيف يأتي سريعاً
وبلا أعذار ..ومفردة " ما احب " أي " أكره " وهنا الشطر
يعود لما سبق من حكمة حينما قال "" املك اجابة ""..
قإن تبين السبب بطل العجب
لكن بحق أنا أكثر من الأعذار في مسألة الخطأ أبعدنا الله
عنه كي أحقق التسامح وإرضاء الضمير أو في إخلاف موعد
أو قضاء حاجة لشخص عزيز
لكن لا أحب العذر في مسألة
ملبس - مشرب - مأكل - محبة - هواية - ذائقة - سهر
- سفر - صدق - مبدأ
وأعتبرها من المحرمات التي لا تناقش لأنها خصوصية
محرمة على غيري
وأنت هنا أنت يا راقي تقصد الأعذار نفسها التي ذكرتها
لذكرك الناس
ويكفين وصف البعض بإنسان نابه
في البداية بقراءة سريعة توقفت عند " نابه " بغبائي
وهل يقصد بها الناب أم النباهة
لأقرأ من جديد
ويكفين : عائدة لأبي عادل و هنا ظهرت لهجتك الأم
بأصالتها وزخم مفرداتها وعذوبة التشكيل فيها باختصاص
لأهل نجد وشمالها حتى تصل لأقصى الحدود الشمالية
وصف البعض : بالتأكيد له لأنه يكتفي بها
بإنسان نابه : وضحت أنها نباهة
صدقت يا أبا عادل و
" صح قلبك ولسانك وفكرك "
يكفيك هذا الذكر وتلك المحبة
والوصف المحق بالنباهة والذكاء
وعن ختام القراءة سأذكر أوصاف النباهة بمجمل ما جاء
فيها لنتعرف عليك أكثر
النَّبَاهَةُ :
الشَّرفُ؛ افتخر الشّاعرُ بنباهة قومه .
الشُّهرةُ؛ أعمالُهُ الجليلة حققت له النّباهة في البلاد
كلّها
الفِطنةُ؛ نباهةُ الشّرطيّ سمحت له بالقبض على المجرم
في وقت قصير .
نَبَاهَةُ وَلَدٍ ": فِطْنَتُهُ، ذَكَاؤُهُ، نجََابَتُهُ .
يُقَالُ فُلان مِنْ ذَوِي الشُّهْرَةِ ، وَالنَّبَاهَةِ ، وَالسُّمْعَةِ ، وَالصِّيتِ
، وَالذِّكْرِ ، وَإِنَّهُ لَرَجُل مَذْكُور ، وَر َجُل مَشْهُور ، وَهُوَ شَهِير الذِّكْر
، ذَائِع الذِّكْرِ ، نَابِهُ الذِّكْر ، طَائِر الصِّيت ، مُسْتَطِير الشُّهْرَة ،
مُسْتَفِيض الشُّهْرَة ، ب َعِيد الصِّيتِ ، مُنْتَشِر السُّمْعَةِ ، وَقَدْ
سَارَ ذِكْره كُلّ مَسِير ، وَسَار ذِكْره فِي الآفَاقِ ، وَسَافَر ذِكْره عَلَى
الأَفْوَاهِ ، وَفَشَا ذِكْره عَلَى الأَلْسِنَةِ .
وَقَرَعَ صِيتُهُ الأَسْمَاع ، وَرَنَّ صِيتُهُ فِي الأَقْطَارِ ، وَجَابَ بَرِيدُ
ذِكْرِهِ الآفَاقَ ، وَاضْطَرَبَذِكْر ه فِي الأَرْجَاءِ، وَذَهَبَ سَمْعُهُ فِي
النَّاسِ ، وَأَشَادَ بِذِكْرِهِ الرُّوَاة، وَسَارَتْ بِذِكْرِهِ الرُّكْبَا ن ، وَتحََدَّثَتْ
بِذِكْرِهِ السُّمَّار، وَتجََاوَبَتْ بِصَدَى ذِكْرِهِ المحََْافِل .
وَإِنَّ فُلانًا لَيُشَارُ إِلَيْهِ بِالْبَنَانِ ، وَي ُشَارُ إِلَيْهِ بِالأَنَامِلِ ، وَتُومِئُ
إِلَيْهِ الأَصَابِع ، وَي ُرْمَى بِالأَبْصَارِ ، وَتمَْتَدُّ إِلَيْهِ الأَعْنَاقُ ، وَهُوَ أَشْهَرُ
مِنْ الْقَمَرِ ، وَأَشْهَرُ مِنْ الصُّبْحِ ، وَأَشْهَرُ مِنْ نَارٍ عَلَى عَلَم، وَهُوَ
اِبْنُ جَلا، وَإِنَّ ذِكْرَهُ مَا زَالَ يَطْوِي المَْرَاحِلَ ، وَيَجُوبُ الأَمْصَار،
وَقَدْ سَافَرَ فِي الشَّرْقِ وَالْغَرْبِ ، وَنَظَمَ حَاشِيَتَي الْبَرّ وَالْبَحْر ،
وَاسْتَطَارَ اِسْتِطَارَة الْبَرْق ، وَسَارَ مَسِير الْقَمَر ، وَانْتَشَرَ اِنْتِشَار
الصُّبْحِ ، وَطَبَّق ذِكْره الأَرْض ، وَعُرِفَ بِالأَسْمَاعِ قَبْلَ الأَبْصَارِ .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق