الجمعة، 10 أبريل 2015

امتداد -- سجال الدهشة -- جريدة الجزيرة الأحد 14 شعبان 1434


خطوة أولى:

لست أول من كتب عنها ولن أكون الأخير. هي مضامير رحبة للركض الإبداعي وعميقة للغوص والإبحار منها وعليها يتنافس المبدعون تصويرا واستلهاما غوصا واستقراء، ومن إيحاءاتها وإيماءاتها سالت بحار المداد واستهلكت غابات من الورق.

هي الصامتة الناطقة الهادئة المزلزلة.

إنها العيون!

العيون بالنسبة للشعراء.. مفتاح العمق ومرآة الصدق ورونق الغموض وسحر الوضوح.

منها تتشكّل هالة الإلهام وحولها تدور أسراب الإبداع منذ صرخة جرير الأولى حين قال:
إن العيون التي في طرفها حور
                        قتلننا ثم لم يحيينا قتلانا
يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به
                    وهن أضعف خلق الله إنسانا
أقول منذ هذه الصرخة وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها تظل العيون محور الارتكاز لكم كبير وهائل من القصائد.. ودائرة الاهتمام لقرائح الشعراء وعطاءات المبدعين.

والعيون بكل عمقها وجاذبيتها وألقها تستحق كل هذا السباق المتواصل من أجل استنطاق كنهها وسبر أغوارها وترجمة لغاتها وقطف ثمار كل هذا الجهد والركض وتقديمه بسلال الموهبة لكل محبي الإبداع ومتذوقيه.

عيون المرأة بكل ما تحتويه من برق ومطر وبكل ما تكشف عنه من ورد وعطر تدرك هذا المناخ المربك للمبدعين لذلك توغل في غموضها وتبالغ في دفن أسرار هي بالأصل نبتت في تربة اللا ممكن!.. لكنها وأقصد المرأة تزيد من حذر الوجل وتبالغ في دفن العميق.. لذلك تظل كواكب الإبداع تدور في سماوات العيون للرصد واقتناص ما يمكن من ومضات الجمال وإشارات السحر والإبهار. ونبقى نحن أسرى الدهشة لهذا السجال الذي لايعرف نهاية.. يتجدد مع كل نبضة موهوب ويشتد مع كل سهم تطلقه عين أنثى ليصيب موهبة مبدع فتنزف بما تقرأون وتسمعون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق