الأحد، 4 ديسمبر 2016

صور من زيارة الشاعر احمد الناصر الأحمد لمركز الحرف والتراث وسط مدينة بريدة











( محطات من مسيرة الشاعر احمد الناصر الأحمد ) جريدة المدينة السبت 4 / 3 / 1438 هـ


لكل مثقف محطات مهمة في تجربته، وفي الشعر تحديدًا يمر الشاعر بعدد من المحطات والمراحل، التي تشكل في مجملها تجربته الشعرية، قد تقوده محطة ما إلى نجاح آخر وتشكل له منعطفا مهمًا بتأثيرها المعنوي، وربما تزرع فيه نفسيته الإحباط وتخلق له حالة من الملل في مرحلة، ولكنها تبقى بتفاصيلها الصغيرة في الذاكرة تستعيد قراءتها وتفاصيلها في لحظة كتابية فيها من الحميمية الشيء الكثير.. هنا يسرد لكم الشاعر المعروف أحمد الناصر الأحمد بعض محطات تجربته الشعرية والإعلامية والكتابية أيضًا..

* للبيئة الشعبية البسيطة التي عشت بها طفولتي دور مهم في نشوء موهبتي كما أنها محطة أساسية في تشكّل بداية تجربتي الشعرية حيث السهرات (التعاليل) في أسطح البيوت الطينية، التي كان نبضها وإلقها القصص والحكايات (السباحين) التي تتضمن قصص الفرسان المقاتلين والعاشقين على حد سواء بما فيها من أشعار تحلق بالخيال وتذهب بالمستمع بعيدا! .
والدتي رحمها الله كانت ملهمتي الأولى وصاحبة الفضل الأعلى في سرد القصص ورواية الأشعار.. ثمة محطة هامة بالنسبة لي أذكرها وأشكر عليها شقيقتاي (أم محمد وأم صالح ) أطال الله في أعمارهما، حيث حدثتاني وما زالتا تذكراني في أبيات كتبتها وأنا في الصف الرابع أو الخامس ابتدائي أمتدح فيها بيتا طينيا فسيحا استأجره الوالد، رحمه الله، لسكننا جنوب بريدة هذه الأبيات سأفصح عنها لأول مرة لأنها من وجهة نظري – رغم تواضعها - نقطة البداية وأول الغيث ! :
أويّ بيتا نزلناه
متوسطا من كل الجهاتي !!
منّا دكاكين منّا خباز
منّا شوارع وسيعاتي
أويّ جيرانه ممتاز
ماجا منهم قصوراتي
يجون باليوم ثلاث مرات
ما يوجدون بالبلاداتي !

* الشاعر عبدالله الثميري محرر تراث الجزيرة الأسبق، رحمه الله، هذا الرجل النبيل احتضن خطواتي الأولى في النشر ومنحني وقصائدي دافعا قويا لمواصلة الركض في ميادين الصحافة، كان ذلك عام 1401 هـ وما تلاه ولا تزال قصيدة (أنا أهبك بس يبغى هلاوة) كأول قصيدة نشرها لي ذات مكانة خاصة بالقلب والذاكرة ويأتي بعده زميلان منحاني الكثير من الدعم في في بداية مسيرتي مع النشر وهما المبدعان الحميدي الحربي حين كان محررا شعبيا في جريدة المدينة، ومن ثم انتقل لجريدة الجزيرة، وعبدالله زهير الشمراني، محرر البلاد النبطية في جريدة البلاد، في حينها .. شكرا لهاتين القامتين أطال الله في أعمارهما .

* مساهمتي في تأسيس جمعية الثقافة والفنون بالقصيم عام 1404هـ ورئاستي لإدارة التراث والفنون الشعبية بها لأكثر من عقدين، مما أتاح لي فرصة خدمة شعراء القصيم بكل صدق وحماس وتجرد ودعم الموروث الشعبي في المنطقة .

* إشرافي على صفحات (حقول السنابل) بمجلة اقرأ ولمدة أربع سنوات بدأ من عام 1409هـ حينما كان الأستاذ يحيى باجنيد رئيسا لتحريرها.. هذه التجربة منحتني فرصة جيدة وجميلة للتعاطي مع العمل الإعلامي بشكل مباشر ومعرفة متطلبات وأسرار المطبخ الصحفي! كما منحتني فرصة عظيمة لخدمة الشعراء الشبان والتركيز على عطاءاتهم وخدمتهم .

* التعاطي مع الكتابة النثرية وهي الجناح الثاني، الذي أحلق به في فضاءات الحرف والكلمة تجسّد ذلك من خلال بعض الأطروحات النثرية التي نشرتها في أكثر من صحيفة إضافة لعدد من الزوايا، التي كان لصحيفتي الجزيرة والبلاد نصيب الأسد منها.. والعمل الكتابي منحني فرصة جيدة لطرح الكثير من رؤاي وتصوراتي عن ساحة الأدب والشعر الشعبي كما أسهم في وضوح أطروحاتي في العديد من الملتقيات والنقاشات الفكرية والأدبية .

* تجربتي مع الطفل وتعاملي عن قرب معه من أهم المحطات في حياتي.. حيث قمت بإعداد برنامج أطفال القصيم التلفزيوني من خلال محطة تلفزيون القصيم لما يقارب العقد من الزمن كما كتبت للطفل ما يقارب السبعين أنشودة تلفزيونية.. وفي يقيني أنني الشاعر الشعبي الوحيد على مستوى المملكة والخليج، الذي قدم مثل الخدمة الثقافية والأدبية والتربوية للطفل أقول هذا من باب الاعتزاز بما قدمت وليس من باب الغرور رغم عتبي على ساحتنا الشعبية وعلى الكثير من القائمين عليها لتجاهلهم هذه التجربة سواء خلال قيامي بها أو حتى أثناء تكريمي وما بعده.. وأظنه سهوا منهم لا جهلا أو تجاهلا!.. تجربتي مع الطفل توجتها وزارة الثقافة والإعلام من خلال تكريمي كرائد من رواد ثقافة الطفل في السعودية مع قلة من الرواد الكبار يأتي في مقدمتهم طاهر زمخشري وعبدالكريم الجهيمان.. رحمها الله.. وأعتبر هذا التكريم أهم تكريم حصلت عليه.. حفل التكريم أقيم قبل سنوات في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض ورعاه وقتها معالي وزير الثقافة والإعلام .

* ديوان (الأسوار)، الذي ضم مجموعة مهمة من قصائدي الوجدانية والذاتية ولعله يكون – بإذن الله – خطوة إيجابية ومحطة محفزة من أجل جمع بقية قصائدي في دواوين أخرى فما زال لدي الكثير من القصائد الوطنية والاجتماعية والتراثية، التي لا تزال حبيسة الملفات والأوراق ناهيك عن أناشيد الطفل وبعض القصائد الرياضية .

* قبل الختام لابد من الإشارة إلى بعض العناوين لمالها من تأثير على تجربتي ومسيرتي وسأشير لبعضها باختصار مراعاة لمحدودية المساحة.. من هذه العناوين تجربتي في كتابة القصيدة الفصيحة منذ البدء قبل التوقف والاكتفاء بالنص الشعبي.. كذلك قصيدتي المعروفة (نسيتي المزح بالقبة) التي أعتبرها عنوانا تراثيا شعبيا لافتًا في مسيرتي الشعرية.. كذلك قصائدي في نادي الرائد ببريدة محطة هامة لا يمكن تجاهلها .