الجمعة، 10 أبريل 2015

امتداد -- الفن الذي يشبهنا -- جريدة الجزيرة الأحد 18 ربيع الأول 1435



منذ ما يُقارب العقدين أو أكثر والغناء الشعبي يتراجع والاهتمام به يتآكل ومساحته تضيق عكس مساحة محبيه الواسعة وقاعدته العريضة.. الفنان الشعبي الذي أسس لذائقة فنية جميلة واستنبت فنه من بيئتنا الشعبية بكل تآلفها وتناقضها لم يعد يجد الاهتمام الكافي والدعم المطلوب، وظهوره في وسائل إعلامنا المرئية والمسموعة والمكتوبة شبه نادر إن لم يكن نادراً فعلاً.
إحدى الدول الخليجية الشقيقة استثمرت هذا القصور الإعلامي لدينا فاستقطبت عدداً كبيراً من فنانينا الشعبيين ومنحتهم مساحة جيدة من الظهور على شاشاتها وعبر أثيرها ودعمتهم بشكل جيد، فلها الشكر على ما قامت به.. لكن أين نحن مما تبقى من فننا الشعبي؟.. ولماذا نتجاهل صرخات عدد من رواده ومحبيه الذين يعانون الإهمال وينشدون الاهتمام بدون أن نلمس استجابة حقيقية لصرخاتهم ومناشداتهم؟
الغناء الشعبي الذي شهد ازدهارا أيام الأسطوانات وأشرطة الكاترج وبداية الكاسيت يشهد تراجعاً كبيراً سببه عدم العناية بهذا الفن الأصيل وانقطاع وسائل الدعم عنه وتجاهل شركات الإنتاج له ولرموزه وأقطابه.
أغلبنا يسمع ألحاناً كثيرة من مطربين ومنشدين معاصرين تم استنساخها من ألحان مطربين شعبيين خلَّدوا أعمالهم وأسماءهم في ذواكر محبي الفن الشعبي بدون إشارة لهم أو حفظ حقوقهم وهذا أمر محبط للغاية.
متى يعود الفن الشعبي لوهجه ويتم تطويره بشكل متوازن دون أن يفقد أصالته وبذات العمق الراسخ في أعماق بيئتنا؟.. نريد حناجر تربت وتعلمت في أحيائنا وسارت معنا في شوارعنا وشاركتنا ذات المزاج الذي نحبه ونطرب له؟
كل فنون الأرض بكل تنوعها لا تستطيع إشباع ذوائق عشقت هذا الفن وألفته وتربت عليه.. فن يلامس مزاجها ويوقظ حسها الفني النابت من بيئتها الخاصة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق