الاثنين، 9 نوفمبر 2015

امتداد --- مطر .. مطر --- جريدة الجزيرة الأحد 26 محرم 1437


المطر حكاية عشق جميلة ومتعاقبة ورواية عطاء متجذرة في الكرم والسخاء.. بين المطر والأرض والناس والحياة مودة صادقة ووفاءً أصيلاً.. والمطر قبل ذلك وبعده نعمة من نعم الله الكثيرة التي من بها على مخلوقاته وهو بالنسبة لنا أجمل هدايا الشتاء فهو بدونه يبدو شاحباً صارماً جافاً وقاسياً.
بين المطر والشعر علاقة وثيقة، فالأول يستنهض الثاني ويوقده ويذكيه ويفتح له آفاقاً جميلاً للإبداع والجمال والسمو.
عن المطر يقول نزار قباني:
عاد المطرُ، يا حبيبة َ
المطرْ.. كالمجنون أخرج إلى الشرفة لأستقبلهْ
وكالمجنون، أتركه يبلل وجهي..
وثيابي..
ويحولني إلى اسفنجة بحرية..
المطر..
يعني عودة الضباب، والقراميد المبللة
والمواعيد المبللة..
يعني عودتك.. وعودة الشعر.
وأنشودة المطر للسياب برهاناً آخر لهذا الفاتن الجميل.
في الشعر الشعبي يبدع حسين العتيبي في وصف المشهد في قصيدة جميلة جاء في مستهلها:
المطر حنّت رعوده وإلتعج برّاقه
صدّق وهذا أوله فوق الثرى دفاقي
جاء سحابه حادرٍ ممْلي تدلاّ أعناقه
وانتثر هملوله وساق وسقى وإنساقي
مرحبا به عدْ عينٍ للحيا مشتاقة
مرحبا يا إمفرّج الضيقه على من ضاقي
يا هماليله تساقي وأرفقي بإدفاقه
أسقي الارض المحيله والثرا مشتاقي
قالوا ان الوسم قفّا والوسوم إشفاقه
قلت ربي يا عرب هو كافل الأرزاقي
الكريم اللي يجود ولا بخل بأرزاقه
بأمره إتْلم المزون ويلعج البرّاقي
هذي امزونه تهامل والحيا بإشراقه
كل وادي سال حتى القاع صارت ساقي
وامتلت كل الخباري من زلال أوداقه
لين عقب اسبوع بيّن باذره وادقاقي
ابشروا يا أهل المواشي لا إكتسا بإرناقه
ليتني ما بعت في هاك السنين إنياقي
جتْ مناة اللي شفوفه من شفوف إنياقه
بدويٍ للفياض المخْضرة عشّاقي

امتداد --- عملات لايمكن صرفها --- جريدة الجزيرة الأحد 19 محرم 1437


(الذكريات صناديق انيقة معبأة بعملات نادرة لا يمكن صرفها أو التعامل بها.. متعتها تنحصر باستحضارها بعض الوقت والإحساس بقيمتها التي يصعب تعويضها)، هكذا وصفت الذكريات ذات حنين.. كما سبق ان تناولتها في موضوع سابق.. لكن الذكريات في خيالات المبدعين وقصائد الشعراء اهم واجمل مما وصفت وابعد مما حاولت الكتابة عنه!.
هي في مخيلاتهم وقصائدهم وكتاباتهم الالتفاتة الأجمل للماضي.. هي الملاذ الآمن الذي يحتضنهم من جفوة الآني والينبوع الأعذب الذي يرتوون منه متى ما شعروا بالعطش من حاضرهم!.. هناك في القصي من ذواكرهم والبعيد من مخيلاتهم حكايات جميلة واحداث سعيدة ومواقف راسخة يستحضرونها كلما شعروا بالخدلان في موقف آني ويلوون أعناق مواهبهم لاستنطاقها والتغزل بها.
الذكريات نقوش موسومة في وجدان أغلب الناس ومحفورة في مواهب جل المبدعين.. استحضارها يبعث بالنفس طمأنينة ويحيي آمالاً كادت ان تذبل.
كم كبير من الشعر كانت الذكرى او الذكريات وقوده الأهم وشريانه النابض.. وكم كبير من الشعراء ابدع في هذا الجانب واستنهض ذوائقنا بالجميل من الشعر والسامي من الشعور.
سلطانة السديري تمنحنا إيماءة جميلة حول الذكرى في رائعتها المعروفة التي شدا بها الراحل طلال مداح:
كم تذكرتُ سويعات الأصيل..
وصدى الهمساتِ ما بين النخيل
انت في حبك..
وانا في حبي..
وارى الذكرى دواء للعليل.
وتظل الذكرى دواء للعليل وغير العليل، فهي المتنفس الأنقى لدى الكثيرين من ضغوط الحاضر وازدحام احداثه وجهل المستقبل والريبة منه!.

امتداد --- الإبداع الناعم --- جريدة الجزيرة الأحد 12 محرم 1437



بعد الانفتاح الإعلامي والفضاء المفتوح.. ومع بداية انتشار الإنترنت وتحوله تدريجيا من مجرد ترف الى ضرورة حضر الإبداع بكل تفرعاته في فضاء هذا العالم الجديد والممتد والواسع.. في البدء كانت المنتديات الأدبية بحضورها الطاغي وجاذبيتها الشديدة ملتقى جميل للمبدعين والشاعرات والشعراء تحديدا وهم الأهم بالنسبة لي!.
المنتديات كانت الحضن الأكثر حنوا للشعراء واكثر الفرحين بها هم الشعراء الشباب الذين يبدأون خطواتهم الأولى في عالم الشعر وإثبات الوجود.. أما الشريحة الأكثر ابتهاجا وحضورا في المنتديات فهن الشاعرات اللواتي كن يخفين مواهبهن ويعانين من أجل إظهار بعض قصائدهن للمتلقي!.
من تلك المنتديات بزغ اسم اكثر من شاعرة وتعرفنا على عطاءات الكثير من الموهوبات بسبب سهولة الوصول لتلك المنتديات وسهولة النشر بها والانتشار من خلالها.
بعد التوسع في فضاء النت وظهور الفيس بوك ومن بعده تويتر وما أعقبهما من الانستقرام والسناب شات وغيرها من وسائط التواصل السريع اصبحت الشاعرة اكثر حرصا على انتشارها واستقطاب المتلقين نحو منجزها الابداعي مع الاحتفاظ بخصوصيتها.. فهي ومن أي مكان من منزلها أو خارجه تطرح قصيدتها وتتلقى ردود الفعل حول ما طرحته مباشرة ومن دون وسيط.
في هذا الفضاء الجميل عرفنا اكثر من شاعرة مبدعة بهرتنا بموهبتها ووعيها وجمال طرحها مما دفع الكثير من وسائل الإعلام لاستقطابها والاحتفاء بها.
خطوة أخيرة:
لـ(احلام مؤجلة)
الله يخليك يكفي السالفة طالت
ماعدت اقوا على غيبتك صدقني
وديان شوقي رفدها دمعي وسالت
وحسرة رحيلك تتل الروح.. تخنقني
اما تجيني غلا وحظوظ ما مالت
والا طلبتك لوجه الله تعتقني