الجمعة، 10 أبريل 2015

امتداد -- سليمان الفليح -- جريدة الجزيرة الاربعاء 28 شوال 1434


ترجل البدوي الفارس عن جواده ورحل.. فقد الشمال جزءاً مهماً من بريقه والقه.. رحل سليمان الفليح الإنسان بكل عطاءاته التي لا تنتظر جزاءٍ ولا شكوراً.. والشاعر الذي ألهب الحروف والكلمات فأحالها الى براكين صدق تقذف بحمم الروعة والجمال.. رحل الفليح الأديب والمفكر والمعلم والبدوي الأصيل الذي اشعل إصابعة لينير بضوئها دروب الأجيال.. رحل أبوسامي بجسده وبقي أثره وذكره ما بقي للشعر نبض ووهج وللعطاء اللامحدود مساحة حقيقية.. رحل وترك لنا أجمل تعريف للحب والفكر والتفاني الذي لا يعرف حداً.

من ديوان (الغناء في صحراء الألم) حتى (البرق فوق البردويل)

ما بين هذا وذاك وما قبلهما وما بعدهما توجد مساحات شاسعة من الفكر والشعر والأدب والنقد زرعها هذا الفارس بفكر نحتاجه وأدب وشعر نتطلع إليه.. أحزان البدو الرحل، ذئاب الليالي، الرعاة على مشارف الفجر، رسوم متحركة. كل هذه العناوين الثرية وما قبلها وما بعدها دروساً كبيرة ومهمة لكل من يبحث عن الكلمة الجادة والشعر الرفيع والحزن في أصدق وأبهى صوره.. حزن الفرسان النبلاء المسكون بالقلق والمعبأ بالأسئلة المصوبة نحو خاصرة أوجاعانا وأحزاننا.

رحم الله سليمان الفليح وجميع موتى المسلمين وجبر مصابنا في فقده والعزاء فيما ترك لنا من إرث أدبي وفكري مضيء وكبير وسيرة رائعة، وذكر حسن وأبناء يقتفون أثره ويسيرون على نهجه.

وأملي كبير بأن ترى مخطوطات هذا الراحل الكبير النور قريباً

مثل. الدراسات النقدية والإنتر بوليجيا، دراسة عن حياة الصعاليك العرب، السيرة الذاتية لطائر الشمال. وغيرها من مخطوطات الفقيد الغالي.. ننتظر مبادرة وفاء من إحدى الهيئات او المؤسسات المعنية بالأدب والفكر والثقافة لطباعة ونشر ما تبقى حبيس الأدراج من إرث أدبي للراحل الكبير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق