الجمعة، 10 أبريل 2015

امتداد -- كينونة الشعر -- جريدة الجزيرة الأحد 21 شعبان 1434


هل القصيدة فعل أم ردة فعل؟

هل القصيدة أسئلة متشظية تبحث عن إجابات؟

أم هي إجابات لأسئلة قلقة تم طرحها ؟.

الخوض في كنه الشعر عملية معقدة جداً ومحصلة البحث في مجملها لا تسد رمق السؤال.. كل الذين غامروا من أجل تعريف الشعر عادوا بخفي حنين فكل تعريفاتهم اجتهادات لا تتجاوز الشكل الخارجي إلا بمسافة قليلة ثم تغرق بالتيه!.

أجمل ما في الشعر أنه كائن مدهش نحس به ولا نعرف ماهيته نتعامل معه ولا نقبض عليه وإن حاولنا أن نفعل ذلك سنصبح مثل من يحاول القبض على الهواء.

أروع ما في الشعر والحب أنهما قيمتان اسطوريتان يتحدث عنهما الكثيرون يتفاعلون معهما أو مع احدهما ويمارسون أي منهما دون محاولة سبر الأغوار والغوص بالتفاصيل.

لكي يظل الشعر كما يجب علينا أن نتفاعل معه ونطرب لما يروق لنا منه وأن نبتعد عن المجازفة في سبر كينونته ومحاولة كشف سره الغامض على امتداد العصور.

بيني وبين كل من يحاول إفساد فضاءات الجمال بالتحايل عليها كي تبوح بأسرارها مع علمه أنها لن تفعل بيني وبين هؤلاء جفاءً دائمًا فالجمال يمنحك المتعة ويطلق خيالك المكبل بالواقع إلى امداء أرحب وفضاءت أوسع وعليك الاستمتاع به لا استقراؤه واستنطاق المخبوء في أعماقه أو أن تحيله إلى عملية عقلية معقدة وهو عاطفة متأججة يصعب الفصل بين مكوناتها.

أعود إلى ما بدأت به: هل الشعر أسئلة أم إجابات؟

في ظني أن الشعر في حقيقته أسئلة تبحث عن إجابات.. ومتى ما أصبح إجابات تخلى عن رسالته الأصل وتحول إلى خطاب تقريري وعظي وأصبح صدى والشعر لا يكون إلا صوتًا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق