الأحد، 27 ديسمبر 2015

امتداد --- حدثنا (جوجل ) --- جريدة الجزيرة الأحد 16 ربيع الأول 1437


تبحث عن معلومة.. عن إجابة على سؤال باغتك فجأة وتوارت إجابته عن ذهنك.. تتساءل عن قصيدة نسيت قائلها أو بيت شعر تاه عنك مبدعه.. تفتش عن رواية أو قصة اوخاطرة انطمرت بالذاكرة ثم اشتعل ذكرها حين غرة.. حين تبحث عن أي شيء وفي أي شيء حين يتزايد ضمأ المعلومة والبحث عن المعرفة.. حينها.. ليس امامك إلا الطريق الأهم والأسرع والأشهر.. المكتظ بالعابرين ذهابا وإيابا.. إنه السيد (جوجل) الذي لايضيق صدره بكثرة المستفتين وزحام الباحثين عن إجابات لأسئلة حامت في رؤوسهم فكان هذا المفضال هو خير معين لهم لمعرفة الإجابات أو ماهو قريب منها!.
ولأنهم قالوا قديما عند جهينة الخبر اليقين..و.. إذا قالت حذام فصدقوها..! الآن نقول بثقة عند جوجل أو قوقل الخبر اليقين في الغالب.. والـ غير يقين في بعض الأحايين!.. كما أنه أصدق من حذام في أمور عدة وقضايا هامة وغير وهامة!.
يظل جوجل مقصد الباحثين عن المعرفة بكل تفرعاتها وتنوعها وهو لايبخل عليك بالمعلومة ويتحمل مسؤولية صدقيتها من عدمها الشخص الذي رماها في جوف هذا الحوت الضخم وليس الحوت ذاته!.

السبت، 26 ديسمبر 2015

امتداد --- وقفات سريعة --- جريدة الجزيرة الأحد 9 ربيع الاول 1437


مساحات الشعر تتسع وجودته تتضاءل.. منابره تتنوّع وقيمته تتناقص.. هكذا يردد الكثيرون عن قناعة.. وأجدني وبذات القناعة اتفق معهم!
مؤمن تماماً أن جودة الشعر باقية ولكن كثرة غثه تخفي سمينة!
الباحث الجاد عن الشعر الحقيقي يجد الكثير من الصعوبة في البحث عنه والقبض عليه لكثرة مسالكه وتشعب طرقاته.. ويبقى التدافع بين الجيد على قلته والرديء على كثرته سنة الحياة ليظل للاكتشاف لذته وللجمال رونقه.
- الشعر النسائي بخير والإعلام الجديد أتاح للمتلقي سهولة الاطلاع وقراءة الإبداع النسائي وفي مقدمته الشعر بكل يسر وسهولة.. لكنه وقع في مأزق من حيث وفرة المطروح التي لا توازيها جودة كافية في المنجز الشعري.. أكثر من شاعرة رائعة عرفنا إنتاجها وألفناه وتعلقنا به من خلال الإعلام الجديد وهذا يبدد الكثير من السلبيات التي تعيق مسيرة بحثنا عن الشعر النسائي الجميل.
- غياب الناقد الحقيقي والمنصف عن ساحة الأدب والشعر والشعبي أمر يقلق المعنى بأمر الساحة المهموم برقيها ورفعتها.. قبل عقدين من الزمن تقريباً ولج إلى ساحة الشعبي كوكبة من الأكاديميين بعضها أسماء معروفة في ساحة الفصيح وأخذت تتعاطى النص الشعبي الحديث على استحياء لكنها غادرت الساحة بسرعة دون أن تترك أثراً هاماً يستحق الاحتفاء والاقتداء.. باستثناء هؤلاء الثلة ظلت ساحة الشعبي تفتقر للناقد الدؤوب والحصيف والمثابر عدا بعض الاجتهادات لأسماء تشكر على ما تقدم وإن كان دون المطلوب.

الأربعاء، 9 ديسمبر 2015

امتداد --- الشيخ الوقور --- جريدة الجزيرة الأربعاء 27 صفر 1437


كثيرون غيري يعشقونك أيها الضيف الجميل النبيل.. والثقيل على كل من أثقلته ظروف الحاجة وتعاقب الجراحات.
الكثيرون تغزلوا فيك قبلي والكثيرون سيتغزلون بك بعدي.. وعشقهم لك لاينقصه الكارهون لك والمتذمرون منك!.
أيها الشيخ الوقور تحل ضيفا مبهجا على الكثيرين.. تقلباتك مفاجآتك..بوحك وروحك امداء واسعة للخيال ومضامير مغرية للجري في سباق البوح الندي البهي :

برد يلف الأمكنة والزوايا
برق ورعد وإحساس بالصمت والليل
وملامح تدفي برود النوايا
وقلوب ضخت بالعروق التفاصيل
وأحلام صارت للنفوس المرايا
وأحزان نامت في ثياب التعاليل
في نهارك أيها الأنيق العميق تبتسم الصحراء بأمل وفرح متطلعة مستبشرة بالمباهاة في الكشف عن حسنها وبهائها في دعوة لكل سكان المدن المكتظة بالخروج من علبهم المغلقة الى حيث البهاء والنقاء والجمال.. أما ليلك فله حكاية طويلة مليئة في الحنين والشجن والحكايات الدافئة والأمنيات الجميلة.. ليلك صدر حنون يستوعب المسامرات والضحكات والآهات.. ليلك أمداء فسيحة لركض العشاق وهمس المتسامرين وأنّات المكلومين :

ليل الشتا برد وهروب وحكايا
خوف ورجا.. رنّة حجول.. ومواويل
ليل الشتا خيل وحروب وسبايا
نار وشعر ورجال.. صفّة معاميل
ليل الشتا ميعاد رد الهدايا
لا صار ما يصبر على العطر منديل
لاجا الشتا فزّت جميع الخفايا
يا وينكم يا جامعين المحاصيل?!
ليل الشتا نصر ٍ لكل الصبايا
واكبر هزيمة شاملة للرجاجيل!

الأربعاء، 2 ديسمبر 2015

امتداد --- ياراكب اللي ..! --- جريدة الجزيرة الأحد 17 صفر 1437


كان يقطع المسافة طالت اوقصرت على قدميه.. ومن ثم على ناقته أو جمله أو حصانه.. تطور الأمر لاحقا حين ظهرت السيارة أو (الحنتور) على مسرح الصحراء.. رغم تواضع بدايتها عند العربي كانت فتحا عظيما وقفزة حضارية مدهشة.. بعد تطور هذه الآلة المتحركة وتعدد أنواعها وتقدمها عاما بعد آخر.. هجرها جل الشعراء العرب زهدا بها وبكل وسائل النقل التي سبقتها واتجهوا للطائرة فهي الأسرع في قطع المسافات ووصول (مناديبهم) الذين يحملون سلامهم للأهل والمعارف ولواعج غرامهم لمن احبوا!.
الأبل ووصفها والثناء عليها استهلك الكم الأكبر من قصائد كبار الشعراء الشعبيين وثلة من شعراء الفصيح في الحقب والعقود الماضية.. و(ياراكب اللي..) و (وياراكب من عندنا..)!باتت فاتحة الكثير من القصائد الشعبية وميدان واسع للتفاخر والمديح.. ثم توالت وسائل النقل وتطورت وظل الشاعر الشعبي يتطور طرحه معها من وسيلة أقدم إلى وسيلة أحدث.
المدائح في الأبل والسيارت والطائرات ليس مدحا لذات الوسيلة ولكنه تعبيرا عن لهفة المٌرسل بوصول فحوى رسالته سواء كانت كتابة اومشافهة للمٌرسل إليه بواسطة طرف ثالث مؤتمن من الطرف الأول بنقل مضمون رسالته بأمانة وصدق وبأسرع وقت للطرف الثاني.
الشواهد من الشعر كثيرة والقصائد يصعب حصرها لكنها في مجملها وسيلة في غاية الجمال للتنفيس عن مكنونات النفس وفيها الكثير من الأمل والرجاء بلقيا قريبة يسبقها شوق جارف وحب صادق فياض وحنين متنام.