الجمعة، 10 أبريل 2015

امتداد -- صعوبة العودة -- جريدة الجزيرة الاربعاء 22 رمضان 1434


حشود كبيرة من الأدباء والشعراء والمفكرين والدعاة والساسة ومن كل أطياف العلوم والفنون والأدب، يتدافعون في أروقة مواقع التواصل الاجتماعي وتحديداً في (تويتر) و(الفيس بوك)، بضاعتهم أفكارهم التي تترجمها كلماتها الكثيرة بالفيس بوك والمحدودة بـ 140 حرفاً بتويتر.

في الإعلام الجديد سباق محموم لعرض بضائع الكلام من أجل كسب المؤيدين والمتابعين والمصفقين بل وحتى المعارضين!.. مما يغري البعض إلى إشعال معارك كلامية تتجاوز سقف المعارك التي تتبنّاها بعض الفضائيات العربية التي يكون الضجيج وقودها والمشاهد العربي ضحيتها.. الفرق إنّ قنابل الفضائيات صوتية بينما قنابل تويتر صامتة حادة والنتائج في كلتا الحالتين متشابهة نسمع جعجعة ولا نرى إلاّ القليل من الطحن !.

الشعراء ساروا مع الركب وذابوا في الزحام والفوه.. ولا لوم عليهم فهم بشر مثل غيرهم يتأثرون ويؤثرون، لكن بعضهم نسي إنه شاعر فقام بخلع عباءة الشعر عند بوابة تويتر أو الفيس، ولبس عباءات لا تتواءم مع موهبته وتخصصه وتكوينه وتجاوز ما يعِرف إلى ما لا يعِرف.

فالرياضية بشجونها وسخونتها ضمن اهتماماته وهذا أمر مقبول لكنه قفز بعيداً للحديث في الدين والسياسة وقضايا المجتمع، حتى وصل للاقتصاد والتقنية، وليس مستبعداً أن تجد شاعراً يغرّد عن الفيزياء والكيمياء وعلوم الذرّة وهو غير ملم بهذه العلوم، لكنه ألف الضجيج وذاب فيه وأصبح يدور معه.

لا أملك أنا ولا غيري توجيه الشعراء عن ماذا يكتبون وكيف يكتبون لكني أتسأل بحرقة - ومعي الكثيرون - ألستم شعراء؟ نريد منكم الشعر أولاً وثانياً وثالثاً اشبعوا ذوائقنا المتلهفة لإبداعاتكم .. بعدها أبينوا مواهبكم الأخرى فالناس ألفتكم شعراء وتريدكم شعراء وشعراء فقط .. لا تخوضوا مع الخائضين في كل أمر خشية أن يفتقدكم محبوكم وجمهوركم وقبل ذلك يفقدكم الشعر وحينها تصبح العودة صعبة جداً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق