الجمعة، 10 أبريل 2015

امتداد -- الشاعر / المحيط -- جريدة الجزيرة الأحد 25 ربيع الأول 1435



تفاوت مواهب وافكار وقدرات الشعراء أمر لا شك فيه واختلاف مستوى ثقافاتهم واضح للعيان.. لذلك تأتي عطاءاتهم الشعرية متفاوتة وفقاً لما سبق.
بعض الشعراء تدور موهبته في أفق ضيق ودائرة محدودة لذلك تأتي قصائده متشابهة من حيث اللغة والمعاني والصور والأفكار.
بينما البعض الآخر تأتي قصائده أمداءاً واسعة للركض وسماوات عالية ومفتوحة للتحليق.
قلت في أكثر من مكان، ولأكثر من صديق وزميل أن بعض المواهب محدودة جداً، وقد شبهتها من باب تبسيط الفكرة بالماء!.. فهناك شاعر موهبته محدودة مثل بركة الماء كلما أفرغ ما فيها أعاده إليها ليقوم بإفراغه مرة اخرى!.
وهناك من موهبته مثل المسبح و البحيرة، وهناك من موهبته كالخليج أو البحر، وهناك من تكون موهبته مثل المحيط والأخير اكثر الشعراء إبداعاً وعمقاً وتفرداً.
أكرر ما أقوله دائماً وأشدد عليه من أن القراءة والاطلاع وسعة الخيال والتمكن من الأدوات الفنية، وقبل ذلك وبعده استشعار أهمية الشعر وعمق رسالته واتساعها، كل هذه الأسس إذا توافرت لموهبة متطلعة تحب الطموح وتعشق المغامرة صنعت لنا شاعراً مختلفاً ومنعتقاً من التبعية.
الشاعر الذي يقف عند حد معين وينسى تطوير نفسه ورعاية موهبته سيكرر نفسه لا محالة.
الشعر موهبة تذبل حين الاسترخاء في التعامل معها وتحتاج لرعاية دائمة وتطوير مستمر وحث متواصل على التجريب ضمن ثوابت الشعر المتفق عليها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق