الأربعاء، 15 يوليو 2015

مقال ---- هل كنت نائما عندما كنت اهذي !؟؟


{1}
على أديم هذه الصحراء الممتدة كخيال شاعر صعلوك أفضى به جنونه إلى فلسفة عجيبة ومريبة و تلحف صبرًا معلولاً يقاوم بــــه الموت من هذه التضاريس المتنوعة وفصولها المتعاقبة وإيحاءات ليلها الخاص حيث عشب المواعيد ورياح الأماني المقلقة على هذه الصحراء تذبل أمنيات لتزهر أخرى .. وتصمت قلوب بسبب الحب لتنبض قلوب أخرى لذات السبب وعليها قد يتحالف الضد مـــــع الضد ذات غفلة وحين تبدو الشمس تعود الأشياءإالى طبيعتها
{2}
الشعراء وحدهم أجمل الناس صدقاً وكذبــًا وان قلت أكثرهم فأنت على مرمى حجر من الحقيقة!! الشعراء أقدر الناس على قلب الحقائق .. ربما لـلأجمل.. وابلغ الناس على تقديم الأشياء على أنها الأنبل ! الشعراء سحرة في خلط الأشياء المعروضة حتى تتمازج ومن ثم فرزها وتقديمها بشكل جديد يحـرضّناعلى التـصـفيق الشعراء يبالغون..وإن ن قلت يكذ بون فلن تخطئ الهد ف..!الشعرا ء يخاتـلون ويخادعون ويقاتلون .. مطاياهم تلال من الثلج .. مطامعهم طفولية موجعة لا تستدعي الخوف بمعناه القصي فالاحتراس كاف لتفتيش كل الحقائب والأمتعة.!! يحارب الشعراء فيستوردون أسلحتهم الخضراء والصفراء والبيضاء من مصانع لا يعرفها الاهم ...يفجرون قنابلهم فلا يموت أحدا . هم وحدهم ينزفون ؟؟؟ ويطلقون آهات.. ثم يلملمون أشياءهم ويذهبون!!
{3}
استوى الكرم وتدلت العناقيد دعونا نتفحصها لا.. حبة .. حبة بل عنقودًا عنقودًا.
هل الشعراء عصابة خطرة يجب الحيطة والحذر منها ..؟! هل الشعراء قبيلة من الصعاليك تغرق بيومها بمعزل عن الغــــــــــــد والأمس تمارس رقصـًا محمومــًا على إيقاع اللحظة؟!
هل هم فئة ذات قدرات خاصة وأسلحة خفية قادرة على تشكيلنا وفق أهوائهم ورغباتهم ؟؟ هـــل الشعراء أطفال مختلفون يمارسون
عبثهم في نسق لم نألفه؟! أليسوا هم من أقنعنا بأن وجه الحبيبة مثل القمر . فكذبنا العلم أو تجاهلناه وصدقنا ما قالوه لـــنا ؟!
من هؤلاء الذين تكون محبوباتهم أجمل نساء الأرض وأحزانهم نسمات صبا تشجينا وتوقظ أجمل ذكرياتنا ؟!
من هؤلاء الذين إذا مدحوا أقنعونا بأن الشمعة أهم واجدر من الشمس لو لا تواضعها ؟!و إ ن هجوا جعلونا نرمي بماء النهر كل أشيائنا القميئة ؟!
من هؤلاء الذين يصورون أ نفسهم على أنهم طيور خرافية نادرة لا يزوروننا إلا في لحظات استثنائية فننشغل بترقبهم ومن حيث لا نعلم يجيئون ويذهبون بعد أن يتركوا لنا أثرا ننشغل به؟!
{4}
هل الشعراء نوع مختلف من الجن ؟!!.. كتب التراث الأدبي توحي بمثل هذا ووادي عبقر اسم محفور في صفحات تلك الكتب .
{5}
وتتوالى العناقيد ونستمر في استقراء بعضها .. لتعود الأسئلة
هل الشعراء عباقرة ونوابغ ومبدعون إستثنائيون ؟! في مجالات العلم والأدب هناك منهم أجدر من الشعراء بهذه الصفات المتفردة.
هل الشعراء أفاكون ودجالون ومشعوذون أتقنوا ألا عيبهم وحيلهم بشكل بارع فألفناهم وأحببناهم وصدقناهم وتحت سطوتهم تشكّلنا كما يريدوننا ..؟!
هل الشعراء بشر مثلنا جاءوا إلى الدنيا فوجدوا أنفسهم متورطين بما نحن مأخوذون بــه دون أن يكون لهم حول أو قوه ؟!
هل ندافع عنهم ونخاف عليهم مما لا يخافون علينا منه ؟
ولكن من أين تأتي لنا هذه الرجفة اللذ يذة والرعشة الغريبة إذا حضر الشعر هل هي منه أم منهم ؟
السؤال الأهم والأخطر هل الشاعر بذاته يبدوا جسرا ومعبرا تمر كل هذه الأشياء المحيرة من خلاله.. أم أنها تتوالد بداخله وتتـنامى ثم تأتينا بكل هذه الدهشة والرجفة ؟
ثم ما حجم سيطرة الشاعر على كل هذه العملية المعقدة في داخلة؟
{6}
في الصفحة قبل الأخيرة في احد الكتب المجنونة نقشت هذه العبارة : الشعر مارد أسطوري يبني بطريقة سحرية مستعمرا ته الخرا فيه داخل الشعراء !!
من جانبي سأكون مجنونـًا واقف عند هذا الحد... كونوا أكثر جراءة وجنونـًا منى وواصلوا البحث عن هذا المارد للبقية أقول : ماذا يجبركم على هذا الصدام العنيف بين أكفكم إذا حضر شاعر وما الذي أستفزكم لتفعلوا ذلك؟
من حق هؤلاء البقية ألا يجيبوا على هذا السؤال ، ومن حقهم أن يتهموا الشاعر الذي ليس من حقهم هو البحث عن المارد الخرافي... ولهم أن يصطادوا ما طاب لهم من الظباء وبعض الوحوش!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق