السبت، 1 أغسطس 2015

الحوار الصحفي الذي اجراه الإعلامي هليل المزيني مع الشاعر احمد الناصر الأحمد ونشر في صفحة ملامح صبح في جريدة البلاد الأحد 17 شوال عام 1436



جدة- هليل المزيني
كرم من قبل وزارة الثقافة والإعلام كرائد من رواد ثقافة الطفل وقدم لأربعة أعوام متتالية ملف الشعر(حقول السنابل) فى الشقيقة مجلة(اقرأ) قبل أكثر من عقدين ولم يزل أريجها حاضراً في مجالس الشعر ولدى المنصفين فيه.
وكتب لدينا في(البلاد)ولأكثر من عام زاويته (دروب الشمس) في ملحق(مشارف)منذ انطلاقته عام 1417ه.
أنه الشاعر والإعلامي والكاتب أحمدالناصر الأحمد الذي يعد من رواد الشعر على مستوى الخليج من خلال تجربته المميزة والفريدة والذي حرصنا في(ملامح صبح)على استضافته من خلال هذا اللقاء فإلى نصه:
*من أين بدأت فكرة (حقول السنابل) والى أين وصلت ولماذا وئدت رغم جمالها؟..
**بدأت الفكرة كهاجس لخوض التجربة الصحفية خصوصا انني محب للصحافة وعلى معرفة بالكثير من مكونات المطبخ الصحفي..هذا الهاجس باركه الكثير من الأصدقاء والزملاء ودفعه لحيز التنفيذ الصديق الإعلامي خالد بن عبدالمحسن التويجري مدير مكتب جريدة البلاد ومجلة اقرأ في القصيم في تلك الفترة ونفذه واقعاً الأستاذ يحيى باجنيد رئيس تحريرة مجلة اقرأ حينها وانا مدين لهذين الرجلين ولكل من دعم تجربة حقول السنابل وباركها وشارك بها بالكثير من الشكر والفضل.
وقد وصلت الحقول بفضل الله الى اغلب الذوائق المتعطشة للشعر الجميل والطرح الأدبي الواعي والمنصف وكانت اصداء أطروحاتها جميلة ومحفزة وهذا بفضل الله ثم العدالة التي قامت عليها الصفحات حيث كانت مساحة للإبداع فقط دون النظر للاسم..كما انها كانت جهدا جماعيا اسهم به الكثير من الزملاء من شعراء وكتاب..وقد توقفت الحقول وهي باسقة وفي اوج حيويتها بعد اربع سنوات من الركض الصحفي في ميادين الإبداع لشعوري بأن الرسالة قد وصلت والهدف قد تحقق وأن لكل شيء نهاية.
*هل سبق لك مزاولة العمل الصحفي قبلها استنادا على ماذكرت من معرفة صحفية سابقة..وكيف عرفت ان رسالتها وصلت والهدف المنشود منها قد تحقق مما ادى الى حجبها وعدم تكرار المحاولة من خلال أي منبر آخر?..
**كنت ميالا لتجربة العمل الإعلامي عموما ومنه الجانب الصحفي وكان لي كتابات صحفية وزوايا اسبوعية اكتبها قبل حقول السنابل وبعدها في عدد من الصحف, والبلاد والجزيرة اكثر الصحف احتضانا لزواياي ومواضيعي..كما انني لازلت اكتب زاوية بعنوان(امتداد) في جريدة الجزيرة التي رعت خطواتي الأولى وباركتها..كما ان لي تجربة اعلامية في التلفزيون من خلال اعداد بعض البرامج المنوعة للكبار..اضافة لتجربتي التلفزيونية مع الطفل التي اعددت من خلالها برنامج اطفال القصيم لسنوات وكتبت للطفل مايقارب السبعين انشودة تلفزيونية اهلتني لأن اكرم من قبل وزير الثقافة والإعلام كرائد من رواد ثقافة الطفل في السعودية..اضف لذلك صداقتي وزمالتي لعدد من المحررين للصفحات الشعبية والذين كنت اقاسم الكثير منهم هم اعداد المواد الصحفية وتقديمها.
كان هدف الحقول رعاية الأسماء الموهوبة الشابة ودعم النص التجديدي الواعي وعدم التركيز على الأسماء المعروفة فرسالتها فتح الطريق لأسماء شعرية جديدة وشابة ليصبحوا نجوما وقد تحقق بفضل الله للكثير منهم مايريدون..من بداية الحقول كنت اعرف ان عمرها لن يكون طويلا ولكنه مؤثر ووجودي بالقصيم بعيدا عن المجلة وعدم توفر وسائل الإتصال الحديثة في ذلك الوقت احد العوامل التي عجلت بقرار وقفها وهي في قمة مجدها..كما ان سؤالكم وسؤال الكثيرين عنها رغم توقفها منذ اكثر من عشرين عاما مؤشر يبهجني وجميع (فلاليح) الحقول ويؤكد انها خارج دائرة النسيان وان رسالتها وصلت رغم تجاهل البعض عن ذكرها عند الحديث عن منابر التجديد للشعر الشعبي.
*من هم الشعراء الذين قدمتهم الحقول لأول مرة..وهل مازالوا يحتفظون لكم بالعرفان ازاء ذلك ام ان النكران طالهم كغالبية نجوم الساحة اليوم؟..
**الموهوبون الذين اصبحوا شعراء اليوم وتشرفت الحقول باحتضان خطواتهم الأولى ليسوا قليلين..والحقول منحتهم الفرصة لانها توسمت فيهم الابداع وكانوا يحتاجون الدعم وهذا ماقامت به..لم نكن نرجو من فعلنا هذا جزاءً ولاشكوراً بل كنا نراه من صميم الواجب المهني الإعلامي..اكثر من شاعر اعلن أن الحقول كانت بوابته للعبور للضوء وهناك من لزم الصمت..الشكر للأوفياء وللصامتين معا.. وتحديد الأسماء يوقع بالحرج..كما ان ذكر الأسماء والتفاخر بذلك ليس مهماً أبداً.
*كيف ترى الصفحات الشعبية في الصحف الورقية مقارنة بما كانت عليه في عهد الحقول..وماهي توقعاتك لها في المستقبل المنظور؟..
**الصفحات الشعبية الآن تؤدي دورها بشكل جيد في ظل مزاحمة الإعلام الجديد لها..واطروحاتها تتفاوت من محرر ناجح الى محرر مجتهد.. قلة من الصفحات الشعبية مازلت تتصدر المشهد بتنوع وعمق وحرارة طرحها وبدون مجاملة لكم(ملامح صبح) في جريدة البلاد رائدة في هذا الجانب..لكن التنافس على طرح الأقوى والأجمل ايام الحقول وشقيقاتها خبأ الآن واصبح الطرح في مجمله روتينياً بارداً..سيظل للصفحات الشعبية الورقية جمهورها وحضورها وإن كان اقل من السابق بكثير.
*كيف هي اصداء ديوانك(الأسوار) وماهي اصداراتك الأخرى على صعيد الشعر؟..
**بفضل الله الأصداء جميلة جداً..والأسوار كما يعلم كل من اطلع عليه يخص تجربتي الشعرية في الجانب الذاتي والوجداني فقط..والأصدار القادم سيكون بإذن الله خاصاً بقصائدي الاجتماعية والتراثية واسأل الله ان يعينني لأصدار بقية جوانب تجربتي الشعرية كالجانب الخاص بالطفل(اناشيد الطفل)..وقبل ذلك اقوم الآن وبالتنسيق مع رئيس نادي الرائد بمدينة بريدة الأستاذ عبداللطيف الخضير وبعض المحبين على تجهيز كتاب و(سيدي) يضم قصائدي في نادي الرائد وبالتالي طرحه لعشاق ومحبي الكيان الأحمر.
*اين انت من المشاركة في تحكيم مسابقات الشعر الفضائية وكيف تراها ومن المستفيد منها على وجه التحديد؟..
**لست مهتما ولا ميالا لمثل هذه المسابقات الفضائية الخاصة بالشعر وسبق ان طرحت علي احدى الفضائيات المشاركة بلجنة تحكيم لمسابقة خاصة بها واعتذرت..وارى ان هذه المسابقات التي تراجع سوقها في الفترة الأخيرة مجرد ضجيج إعلامي و( هياط ) ولاتخدم الشعر إلا بالقدر اليسير..والمستفيد منها ملاك هذه الفضائيات ومسيروها والمتدافعون حول موائدها..وهي موضة لن يطول عمرها وعمر الفضائيات التي تتبناها وتبثها.
*ما الذي ادى الى انقراض المنتديات الالكترونية وهل تتوقع ان يتلوها الاعلام الجديد بوسائله المتعددة..وهل يعتد بهما في مسألة التوثيق؟..
*كانت المنتديات قفزة كبيرة وتحول مهم من الإعلام التقليدي الى الاعلام الإكتروني(الأنترنت)وكانت حديث المجالس والسمار لكنها تراجعت بعد ظهور الفيس بوك وخبأ وهجها تماما بعد ظهور تويتر وبقية وسائط التواصل الأخرى..والإعلام الجديد سوف يستمر متصدرا للمشهد لكن وسائله واشكاله سوف تختلف وسيأتي وقت قريب يصبح الفيس بوك وتويتر على سبيل المثال من ذكريات الماضي و(زمن الطيبين) بعد طرح بدائل احدث وافضل..والإعلام الجديد مجال طرح وعرض وليس مجال توثيق فالإعلام المقروء ثم المسموع والمشاهد وكذلك الجهات المختصة بوزارة الثقافة والإعلام انسب للتوثيق ومهتمة به واكثر مصداقية وحرصا في هذا الجانب.
*هناك من يعتبر ان الشعر الشعيي معول هدم للغة العربية الفصحى ويطالب بعدم توسيع دائرة الاهتمام به وبشعرائه..فما رأيك ولماذا الخشية منه في نظرك؟..
**خطر الشعر الشعبي على الفصحى مسرحية عبثية راجت قبل عقدين من الزمن واختفت بعد ذلك..من افتعل القضية وروج لها اما شخص متحمس اكثر من اللازم او باحث عن زيادة شهرة وضوء او جاهل في القضية من اساسها..ومن وجهة نظري ان القضية بدأت من لاشيء وانتهت الى لاشيء..اللغة العربية الفصحى باقية ومحفوظة وهي لغة القرآن الكريم والشعر الشعبي ليس بعيدا عن الفصحى وهو لسان حال الناس والاقرب الى وجدانهم لانه يتحدث بلهجتهم اليومية ومتى ماعاد الناس الى الفصحى عاد الشعر كذلك.
*هل لديك ماتود إضافته في نهاية هذا اللقاء؟..
**هي أمنية ان يجد من يقرأ هذا اللقاء المعلومة الجيدة والفائدة المرجوة..اشكرك (أبا احمد) على تنوع اسئلتك وعمقها واهنئك على النجاحات المتواصلة التي تحققها صفحة (ملامح صبح) والشكر والتهنئة موصولة لجريدة البلاد الغالية والقائمين عليها وقرائها الكرام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق