معظم الشعراء الذين يركضون خلف الكم العددي من القصائد دون الاهتمام بالكيف وينصب جل اهتمامهم حول كم كتبوا من قصيدة لا ماذا كتبوا..كل هؤلاء يكتبون للحاضر الأني والمنظور القريب والمؤثرات المستقرة داخل دوائرهم الخاصة.. قصائد هؤلاء ستنتهي بمجرد اختفائهم عن مسرح الحياة لسبب منطقي فهم كتبوا قصائد عابرة عن مواقف عابرة وبالتالي جاءت قصائدهم هشة ذات تأثير محدود ووقتي يتقاطع مع سمة الخلود والبقاء.
تحدثت في الحلقة الماضية من هذه الزاوية عن الوجبة الفاسدة.. أشرت فيها إلى القصائد الخالية من الشعر والصدق الفني والإخلاص للموهبة.. والآن أؤكد أن الشعراء الذين يستابقون في مضمار الكم بعيداً عن الكيف ليسوا ببعيد عن سابقيهم.
أدرك جيداً أن جل كتاباتي تتمحور حول أهمية الشعر وقيمته وصعوبته على غير أهله، وهو إدراك جاء لكثرة ما يلقى في الأرض من بذور، وقلة المحصول الصالح لاستهلاك الذائقة التي تعرف الشعر جيداً وتميّز صالحه من رديئه.. وقبل الختام أؤكد على حقيقة يعرفها الكثيرون وهي درس هام لكل شاعر يبحث عن الشعر ولا شيء غيره..في كل حقبة من الزمن يتواجد على المسرح مئات الشعراء وحين اختفائهم يموت شعرهم وينتهي، ولا يحفظ التاريج إلا لقلة منهم بحثوا عن الخلود وأدركوه بتعبهم وتضحياتهم وصدقهم وسيستمرون في صفحات الخلود كنتيجة حتمية لما قدموا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق