الاثنين، 31 أغسطس 2015

مقطوعة شعرية .. ( لاتنشغل .. )


لاتنشغل في قلب مغليك بالحيل
               لوصار مدهال الظبا والحباري
قلبي إذا إنك تجهله كنّه النيل
               مفتــوح للعالم بشكل ٍ حضاري

* احمد الناصر الأحمد

امتداد --- اليتيم واليتيمة --- جريدة الجزيرة الأحد 15 ذوالقعدة 1436




الإبداع عموماً والشعر تحديداً لا يُقاس بالكم أبداً بل بالكيف.
كم من شاعر يمتلك نصف موهبة أو أكثر أغدق على من يعرف ومن لا يعرف بسيل من القصائد كانت نهايتها مرتبطة في آخر قافية قالها أو كتبها ثم ماتت بعد ذلك!.
سبق أن كتبت هنا عن الشعراء الذين يكتبون في كل شيء وعن أي شيء وكأن الشعر مطية مطيعة أليفة يوجهونها حيثما شاءوا.. متى ما أرادوا!.
الشاعر المكثار قصائده قصيرة العمر في الوجدان الشعبي.. وحين تكون هشة المبنى والمعنى فأظنها بلا عمر أصلاً!.
هذه المرة سأكتب بإيجاز عن شعراء أفذاذ استطاعوا بأقل الأبيات أو القصائد تسجيل أسمائهم في سفر الخلود وذاكرة الأجيال.. هؤلاء رغم قلتهم ليسوا شعراء الكيف فقط بل هم جوهر هذه الشريحة من الشعراء النوابغ المقلين بالكم والمدهشين بالكيف.
نوادر من الشعراء والشاعرات في الشعر الشعبي غادروا دنيانا إلى دار الخلود وتركوا لنا وللأجيال القادمة قصيدة يتيمة أو أبيات معدودة أو حتى بيت يتيم نتيجة ظرف أو موقف أو حادثة غارقة بالوجع والصدق.. فانشغلنا بما تركوا لنا - على قلته - حفظاً وتداولاً واستشهاداً، واستغنينا به عن الكثير من المتشابه والمستنسخ المحيط بنا من كل وسيلة إعلامية!. أسماء هؤلاء المتفردين النوابغ قلة.. ولعل الشاعرة نورة الحوشان وقصيدتها المعروفة التي منها هذا البيت الشهير:
اللي يبينا عيّت النفس تبغيه
              واللي نبي عيا البخت لا يجيبه
أنموذج جلي يجسد عمق وصدق عطاءات هؤلاء ويؤكد أن الخلود لا يهتم بكم قلت من قصيدة.. بل ماذا قلت.. هذه الحقيقة يجهلها أو يتجاهلها الكثيرون.

السبت، 29 أغسطس 2015

مقطوعة شعرية .. ( العميان )


ياناس جل البشر عميان 
          من فكرها العقل مغتاضي 
تتجاهل مغرد ٍ مليان 
       وتركض ورا مغرد ٍ فاضي !

* احمد الناصر الأحمد

الجمعة، 28 أغسطس 2015

مقطوعة شعرية .. ( ماقدّرت قيمة عطائي )


عطيت ماقدّرت قيمة عطائي 
           وكافيتني في حب بارد ومصنوع 
خلّك وراي ومن تركته ورائي 
          مانيب راجع له ولو كان موجوع !

* احمد الناصر الأحمد

الثلاثاء، 25 أغسطس 2015

امتداد --- ليلة مولدي --- جريدة الجزيرة الأربعاء 11 ذو القعدة 1436


القبض على ومضة الدهشة الخفية.. واستنبات الفكرة المتفردة من تربة خاصة وتحت ظل فكر ووعي خاص بعيداً عن غابات المتشابه من أهم مقومات الشاعر الحقيقي.
إبراهيم السمحان واقتناص - ولا أروع - لنقطة الصفر.. الصرخة الأولى للإنسان في هذه الحياة.. السمحان هنا يتجلّى في تخيّل جميل لليلة مولده بكل ما فيها من ألق وقلق وترقب وفرح في قصيدة متفرّدة ومتجليّة.
(ليلة مولدي) نص يحتاج لقراءة متعمقة وسبر أغوار.. نص انطلق من ليلة الميلاد إلى ما بعدها في رؤى تخيلية فيها عمق ووعي وحكمة واستشراف.
يقول. إبراهيم:
تخيلت ليلة مولدي واحتدام الطلق
دموعي دموع أمي فرح ناس هنوا بي
بكا جدتي مع حمدها الله لحسن الخلق
تعاويذها يوم ادخلت جسمي بثوبي
صراع الأسامي حيرة الوالد اسحب والق
على كيف يختار الاسم تسكب دروبي
شعوري بروح العاطفة غردت بالحلق
وعمر الزهر يرعى على واحة صوبي
- هنا لوحة أخاذة لنقطة البدء بكل ما فيها من تآلفات وتناقضات.. سكون واحتدام.
ويستمرالرصد الواعي.. والهطول الإبداعي والاستشراف الإنساني متدفقاً، حيث يقول:
وكان الزمن لا هو عبوس ولا هو طلق
وانا كنت ازايم مشرق اللون لغروبي
الاشيا الجميله نظرة الخلق نحو الخلق
وتصديقي بعجزي بزوغ اول هروبي
تخيلت واحلام الطفوله خيول بلق
تثير اهتمامات الدمى داخل جيوبي
وحلبت الحياة شطور.. جادت بضيقة خلق
حلبته سحابه ما ملا وبلها كوبي
- في اعتقادي أن هذه القصيدة متفرّدة الفكرة مُشبعة بالأحاسيس المضطرمة والصادقة وقبل ذلك وبعده معبأة بالشعر الإنساني الجميل الذي نبحث عنه ولانجده إلا نادراً.

امتداد --- وهم الإعتزال -- جريدة الجزيرة الأحد 8 ذو القعدة 1436


نسمع أو نقرأ أحياناً أن الشاعر فلان اعتزل قول الشعر أوكتابته وأنه قطع صلته بهذا الفن الذي أحبه وعشقه وأفنى جلَّ عمره أو جزءاً كبيراً منه فيه ومعه وله.. وأن كل ما يربطه بالشعر قد انتهى!.. هكذا نسمع أو نقرأ أحياناً.
الشعر في رأيي ورأي الكثيرين موهبة في الأساس تطورها عدة عوامل مساعدة وتحد منها عوامل أخرى.. هذه الموهبة يمنحها الله أشخاصاً لحكمة يدركها، فهناك من يستخدمها بشكل إيجابي وهناك العكس.
واعتزال الشعر ونزع هذه الموهبة من جذورها وطمسها من أعماق الشاعر أمر لا يصدقه العقل ويرفضه المنطق.
أعلم أن هناك شعراء توقفوا عن كتابة وقول الشعر أمام الناس وفي المنابر لأسباب تخصهم وقناعات قد نتفق أو نختلف معها.. لكن الشعر يتسرّب كالضوء الخافت من تصرفاتهم وفي بعض كلامهم.. كما أن هناك من اعتزل الشعر علناً وظل يمارسه سراً داخل دوائر محدودة لقناعات تخصه كذلك!.. وهناك من حوّل نهجه في الشعر من أغراض كان يطرقها إلى أغراض أخرى وفق تغيّر قناعات وتحوّل مفاهيم لديه!
أما اجتثاث الشعر من أعماق الشعر وطمسه بشكل نهائي فهو المستحيل بعينه

الأربعاء، 19 أغسطس 2015

امتداد --- الصدى --- جريدة الجزبرة الأربعاء 4 ذو القعدة 1436


هناك شريحة واسعة من الشعراء الشعبيين تأتي قصائدهم انعكاساً وصدى لقصائد شعراء سبقوهم أو جايلوهم، ونقل هش مهزوز لأفكار أو صور أو حتى قواف وأوزان شاعر أو أكثر تم التأثر به!.
كل شاعر تذوب ذائقته في ضوء شاعر آخر سينساق خلفه من حيث يدري أو لا يدري حيث سيصبح مرآة مشوهة لقصائد هذا الآخر.
نفتقد مواهب شعرية كثيرة جرفها الضوء وحرفها الانسياق خلف شاعر مُسوّق إعلامياً فسارت هذه الموهبة خلفه وحاولت تقليده فأضاعت خصوصيتها وتميزها ولم تستطع تقليد من ركضت خلفه وبُهرت بهّ.
أقولها كثيراً وأكررها الآن.. على كل مبدع أن يكون هو دون الذوبان في إبداع آخر أو التخفي تحت ظله.. الإطلاع والاستفادة أمر مهم لكل شاعر بل مبدع والإعجاب بعطاء هذا أو ذاك أمر حتمي.. لكن الأمر السيئ هو تضخم هذا الإعجاب بحيث يطغى على موهبة الشاعر بل يلغيها أحياناً!.
بحيث يصبح الشاعر (نجاتيف) معتم لصورة جميلة ذاب في معالمها وتاه في تفاصيلها.
كن كما أنت دائماً أيها الإنسان.. أيها المبدع تحديداً.. أيها الشاعر بشكل أدق وأوضح.. كن أنت بكل جمالك وألقك.. سعتك وضيقك.. ثقافتك وخيالك وسائر مكوناتك الإنسانية والثقافية والمعرفية التي منحها الله لك.. يجب أن يكون لك بصمتك التي لا تشبه غيرك.. من حقك أن تعجب بمن شئت لكن ليس من حقك أن تقدم لنا نفسك بالشكل الذي أعجبك.. نريدك أنت مجرداً من مساحيق الإعجاب وأقنعة التشبه!.
ما أجمل أن تأتي قصائدك نتاجاً لذاتك وترجمة أمينة لخبراتك وثقافتك وفكرك وسعة خيالك وكل مكونات ذاتك الراسخة الأصيلة.

الأربعاء، 12 أغسطس 2015

امتداد -- قاتلوا من اجل الحب تنتصروا -- جريدة الجزيرة الأربعاء 27 شوال 1436



الحب كقيمة سامية وغاية جميلة هدف عظيم لكل إنسان نبيل.
الحب الحقيقي بكل أبعاده وعمقه وألقه إعصار كاسح لديه القدرة على جرف كل نتوءات الكره والحقد وردم كل مستنقعات السواد والضغينة وتنقية أعماق النفس من درن الضغائن وأشواك القبح.
الحب مارد أسطوري يأتي بلا موعد وأسباب مقنعة ويذهب كذلك.. وهو حين يأتي يملأ سماءك غيماً ومطراً ويكسو فيافيك ورداً وربيعاً.. لكن إن ذهب أحال كل أشيائك إلى خراب ورماد وأعادك حيث كنت وربما أسوأ!. الحب بمعناه الشامل الكامل ديمة كريمة تستنبت القصي من أحلامك المطمورة فتحيلها حقولاً خضراء.. وتستدرج الموجع من آلامك إلى مقابر النسيان.. أجمل ما في الحب أنه متمرد على كل التعريفات فهو يكره القولبة والأطر ويتأبى على التحديد والتعريف.
الحب طائر استثنائي تحالف مع العلو وألف التحليق.
هذه القيمة الجميلة والعالية تتعرض للتشويه وتفريغ المعاني الكبيرة داخلها بسبب كثرة المتسلقين والمنخدعين والمتوهمين.. أشياء كثيرة تنسب للحب وهو منها براء.. والحب رغم هذا التشويه العنيف والمتواصل صامد في قلوب الأنقياء الصادقين.. هو نادر هذه حقيقة لكنه موجود لمن يبحث عنه بصدق ودأب وإصرار.
الحب الحقيقي يحرّض على الطهر والنقاء ويكرّس البياض والصفاء
الحب الحقيقي حياة خالية من الأمراض والعقد والظنون السيئة.

الخميس، 6 أغسطس 2015

امتداد -- عطر المجالس -- جريدة الجزيرة الأربعاء 20 شوال 1436







في الماضي القريب كانت مجالس الرجال عامرة بالقصص والأشعار وكان القصيد هو عطر المجالس وترنيمة الشفاه.. جل القصائد التي كانت تقال حينها تسبقها مقدمة توضح أسباب القصيدة أو قصة ترصد أحداثها.. وكانت ذواكر الرجال المتحدثين أو الرواة الساردين مستودعات ضخمة للقصائد والقصص والأحداث.. والقصص والأحداث التي تسبق القصائد أو تعقبها يتمازج فيها الخيال بالواقع كوسيلة تشويق للمستمع، وكان المتلقون يتلهفون لمثل هذه المجالس ويتسابقون إليها ويجدون بها المتعة والفائدة.. كان مضمون تلك القصائد والقصص الرجولة والفروسية والكرم والحمية والعشق العذري العفيف.. كانت تلك المجلس في معظمها تقدم دروسا في القيم ومحاسن الأخلاق.
تلك المجالس إضافة إلى متعتها وفوائدها الأدبية والتاريخية والمعرفية كانت وسائل تسلية إيجابية لقتل الفراغ وإشعال الأنس في ليال السهر.. والملهيات وقتها كانت محدودة جدا بعكس وقتنا الحاضر، حيث تلتهم الأجهزة الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي جل أوقات الصغار والكبار.. الآن في كل مجلس أو اجتماع أو مناسبة جل الحاضرين منكبين على جوالاتهم يتابعون البعيد وقد يتواصلون معه منعزلين عمن حولهم، فهم يحضرون بأجسادهم لكن أفكارهم وعقولهم خارج الجلسة أو الاجتماع.
أعلم يقينا ان لكل زمن ظروفه وأدواته ومعطياته الحضارية، لكني اعلم أيضاً ان صفاء النفوس ونقاء القلوب والتركيز على من معك وحولك كان اجمل وأفضل في السابق منه الآن!.

الأحد، 2 أغسطس 2015

امتداد -- ايها الفاتن .. لقد أفسدت الشعراء ! .. جريدة الجزيرة الأحد 17 شوال 1436


هذا الفاتن الذي تتهافت عليه الجموع ويلتقي في رحابه الأصدقاء والمتخاصمون.. العالمون والمتعالمون.. المثقفون والمتثيقفون!.. الشعراء والمتشاعرون! وكل أطياف وشرائح المجتمع.. هذا الآسر أبو (140) حرفاً فقط لا غير بهر الناس- أغلب الناس - وسحرهم ولم يسلم منه إلا من رحم ربي.. وغواية تويتر لا تقتصر على النشر فقط بل تتجاوز ذلك إلى القفز على القناعات وتخطي المسلمات.. الكثيرون في تويتر يبدأون كتابة قناعاتهم أولاً والبعض منهم يؤكد أنه لن يحيد عنها، لكنه من حيث يدري أو لا يدري ينسلخ منها شيئاً فشيئاً ليذوب في قناعات من حوله ورغبات متابعيه أمام إغراء تضخم رقم من يتابعه.. يسابق الزمن لجذب المتابعين يكتب ما يرضيهم أحياناً وما يستفزهم أحياناً وفي داخله وحش جائع يصرخ تابعوني، أريد أن أفاخر بكم وما علم وهو يتخلى عن قناعاته ومبادئه من اجل هذا السراب انه يطارد وهماً.. أما من يرفع أعداد متابعيه بشراء متابعين وهميين فهو أسوأ حالاً واشد إفلاساً.
اكثر الأدباء والشعراء والمثقفين ساروا مع الركب وانساقوا لغواية الضوء المخادع وتورموا بما يظنونه عافية وتورطوا بارتكاب ما كانوا يصنفونه خطأ.. كل هذا معلوم لمن يرصد المشهد ويتابعه باهتمام.. لكن جناية تويتر على الشعراء.. اقصد الشعراء الشعبيين وأنا أحدهم هو حرمان المتلقي من قصائدهم التي لا تأتي إلا نادراً وان جاءت فهي مجزأة على أكثر من تغريدة بحكم محدودية الحرف عند الفاتن الدكتاتور!.
في تويتر فقدنا القصائد وأصبحنا أسرى الأبيات والمقطوعات.. تويتر هل تعلم أنك أفسدت الكثير من الشعراء والأدباء والمثقفين.. أظنك تعلم..!!؟

السبت، 1 أغسطس 2015

الحوار الصحفي الذي اجراه الإعلامي هليل المزيني مع الشاعر احمد الناصر الأحمد ونشر في صفحة ملامح صبح في جريدة البلاد الأحد 17 شوال عام 1436



جدة- هليل المزيني
كرم من قبل وزارة الثقافة والإعلام كرائد من رواد ثقافة الطفل وقدم لأربعة أعوام متتالية ملف الشعر(حقول السنابل) فى الشقيقة مجلة(اقرأ) قبل أكثر من عقدين ولم يزل أريجها حاضراً في مجالس الشعر ولدى المنصفين فيه.
وكتب لدينا في(البلاد)ولأكثر من عام زاويته (دروب الشمس) في ملحق(مشارف)منذ انطلاقته عام 1417ه.
أنه الشاعر والإعلامي والكاتب أحمدالناصر الأحمد الذي يعد من رواد الشعر على مستوى الخليج من خلال تجربته المميزة والفريدة والذي حرصنا في(ملامح صبح)على استضافته من خلال هذا اللقاء فإلى نصه:
*من أين بدأت فكرة (حقول السنابل) والى أين وصلت ولماذا وئدت رغم جمالها؟..
**بدأت الفكرة كهاجس لخوض التجربة الصحفية خصوصا انني محب للصحافة وعلى معرفة بالكثير من مكونات المطبخ الصحفي..هذا الهاجس باركه الكثير من الأصدقاء والزملاء ودفعه لحيز التنفيذ الصديق الإعلامي خالد بن عبدالمحسن التويجري مدير مكتب جريدة البلاد ومجلة اقرأ في القصيم في تلك الفترة ونفذه واقعاً الأستاذ يحيى باجنيد رئيس تحريرة مجلة اقرأ حينها وانا مدين لهذين الرجلين ولكل من دعم تجربة حقول السنابل وباركها وشارك بها بالكثير من الشكر والفضل.
وقد وصلت الحقول بفضل الله الى اغلب الذوائق المتعطشة للشعر الجميل والطرح الأدبي الواعي والمنصف وكانت اصداء أطروحاتها جميلة ومحفزة وهذا بفضل الله ثم العدالة التي قامت عليها الصفحات حيث كانت مساحة للإبداع فقط دون النظر للاسم..كما انها كانت جهدا جماعيا اسهم به الكثير من الزملاء من شعراء وكتاب..وقد توقفت الحقول وهي باسقة وفي اوج حيويتها بعد اربع سنوات من الركض الصحفي في ميادين الإبداع لشعوري بأن الرسالة قد وصلت والهدف قد تحقق وأن لكل شيء نهاية.
*هل سبق لك مزاولة العمل الصحفي قبلها استنادا على ماذكرت من معرفة صحفية سابقة..وكيف عرفت ان رسالتها وصلت والهدف المنشود منها قد تحقق مما ادى الى حجبها وعدم تكرار المحاولة من خلال أي منبر آخر?..
**كنت ميالا لتجربة العمل الإعلامي عموما ومنه الجانب الصحفي وكان لي كتابات صحفية وزوايا اسبوعية اكتبها قبل حقول السنابل وبعدها في عدد من الصحف, والبلاد والجزيرة اكثر الصحف احتضانا لزواياي ومواضيعي..كما انني لازلت اكتب زاوية بعنوان(امتداد) في جريدة الجزيرة التي رعت خطواتي الأولى وباركتها..كما ان لي تجربة اعلامية في التلفزيون من خلال اعداد بعض البرامج المنوعة للكبار..اضافة لتجربتي التلفزيونية مع الطفل التي اعددت من خلالها برنامج اطفال القصيم لسنوات وكتبت للطفل مايقارب السبعين انشودة تلفزيونية اهلتني لأن اكرم من قبل وزير الثقافة والإعلام كرائد من رواد ثقافة الطفل في السعودية..اضف لذلك صداقتي وزمالتي لعدد من المحررين للصفحات الشعبية والذين كنت اقاسم الكثير منهم هم اعداد المواد الصحفية وتقديمها.
كان هدف الحقول رعاية الأسماء الموهوبة الشابة ودعم النص التجديدي الواعي وعدم التركيز على الأسماء المعروفة فرسالتها فتح الطريق لأسماء شعرية جديدة وشابة ليصبحوا نجوما وقد تحقق بفضل الله للكثير منهم مايريدون..من بداية الحقول كنت اعرف ان عمرها لن يكون طويلا ولكنه مؤثر ووجودي بالقصيم بعيدا عن المجلة وعدم توفر وسائل الإتصال الحديثة في ذلك الوقت احد العوامل التي عجلت بقرار وقفها وهي في قمة مجدها..كما ان سؤالكم وسؤال الكثيرين عنها رغم توقفها منذ اكثر من عشرين عاما مؤشر يبهجني وجميع (فلاليح) الحقول ويؤكد انها خارج دائرة النسيان وان رسالتها وصلت رغم تجاهل البعض عن ذكرها عند الحديث عن منابر التجديد للشعر الشعبي.
*من هم الشعراء الذين قدمتهم الحقول لأول مرة..وهل مازالوا يحتفظون لكم بالعرفان ازاء ذلك ام ان النكران طالهم كغالبية نجوم الساحة اليوم؟..
**الموهوبون الذين اصبحوا شعراء اليوم وتشرفت الحقول باحتضان خطواتهم الأولى ليسوا قليلين..والحقول منحتهم الفرصة لانها توسمت فيهم الابداع وكانوا يحتاجون الدعم وهذا ماقامت به..لم نكن نرجو من فعلنا هذا جزاءً ولاشكوراً بل كنا نراه من صميم الواجب المهني الإعلامي..اكثر من شاعر اعلن أن الحقول كانت بوابته للعبور للضوء وهناك من لزم الصمت..الشكر للأوفياء وللصامتين معا.. وتحديد الأسماء يوقع بالحرج..كما ان ذكر الأسماء والتفاخر بذلك ليس مهماً أبداً.
*كيف ترى الصفحات الشعبية في الصحف الورقية مقارنة بما كانت عليه في عهد الحقول..وماهي توقعاتك لها في المستقبل المنظور؟..
**الصفحات الشعبية الآن تؤدي دورها بشكل جيد في ظل مزاحمة الإعلام الجديد لها..واطروحاتها تتفاوت من محرر ناجح الى محرر مجتهد.. قلة من الصفحات الشعبية مازلت تتصدر المشهد بتنوع وعمق وحرارة طرحها وبدون مجاملة لكم(ملامح صبح) في جريدة البلاد رائدة في هذا الجانب..لكن التنافس على طرح الأقوى والأجمل ايام الحقول وشقيقاتها خبأ الآن واصبح الطرح في مجمله روتينياً بارداً..سيظل للصفحات الشعبية الورقية جمهورها وحضورها وإن كان اقل من السابق بكثير.
*كيف هي اصداء ديوانك(الأسوار) وماهي اصداراتك الأخرى على صعيد الشعر؟..
**بفضل الله الأصداء جميلة جداً..والأسوار كما يعلم كل من اطلع عليه يخص تجربتي الشعرية في الجانب الذاتي والوجداني فقط..والأصدار القادم سيكون بإذن الله خاصاً بقصائدي الاجتماعية والتراثية واسأل الله ان يعينني لأصدار بقية جوانب تجربتي الشعرية كالجانب الخاص بالطفل(اناشيد الطفل)..وقبل ذلك اقوم الآن وبالتنسيق مع رئيس نادي الرائد بمدينة بريدة الأستاذ عبداللطيف الخضير وبعض المحبين على تجهيز كتاب و(سيدي) يضم قصائدي في نادي الرائد وبالتالي طرحه لعشاق ومحبي الكيان الأحمر.
*اين انت من المشاركة في تحكيم مسابقات الشعر الفضائية وكيف تراها ومن المستفيد منها على وجه التحديد؟..
**لست مهتما ولا ميالا لمثل هذه المسابقات الفضائية الخاصة بالشعر وسبق ان طرحت علي احدى الفضائيات المشاركة بلجنة تحكيم لمسابقة خاصة بها واعتذرت..وارى ان هذه المسابقات التي تراجع سوقها في الفترة الأخيرة مجرد ضجيج إعلامي و( هياط ) ولاتخدم الشعر إلا بالقدر اليسير..والمستفيد منها ملاك هذه الفضائيات ومسيروها والمتدافعون حول موائدها..وهي موضة لن يطول عمرها وعمر الفضائيات التي تتبناها وتبثها.
*ما الذي ادى الى انقراض المنتديات الالكترونية وهل تتوقع ان يتلوها الاعلام الجديد بوسائله المتعددة..وهل يعتد بهما في مسألة التوثيق؟..
*كانت المنتديات قفزة كبيرة وتحول مهم من الإعلام التقليدي الى الاعلام الإكتروني(الأنترنت)وكانت حديث المجالس والسمار لكنها تراجعت بعد ظهور الفيس بوك وخبأ وهجها تماما بعد ظهور تويتر وبقية وسائط التواصل الأخرى..والإعلام الجديد سوف يستمر متصدرا للمشهد لكن وسائله واشكاله سوف تختلف وسيأتي وقت قريب يصبح الفيس بوك وتويتر على سبيل المثال من ذكريات الماضي و(زمن الطيبين) بعد طرح بدائل احدث وافضل..والإعلام الجديد مجال طرح وعرض وليس مجال توثيق فالإعلام المقروء ثم المسموع والمشاهد وكذلك الجهات المختصة بوزارة الثقافة والإعلام انسب للتوثيق ومهتمة به واكثر مصداقية وحرصا في هذا الجانب.
*هناك من يعتبر ان الشعر الشعيي معول هدم للغة العربية الفصحى ويطالب بعدم توسيع دائرة الاهتمام به وبشعرائه..فما رأيك ولماذا الخشية منه في نظرك؟..
**خطر الشعر الشعبي على الفصحى مسرحية عبثية راجت قبل عقدين من الزمن واختفت بعد ذلك..من افتعل القضية وروج لها اما شخص متحمس اكثر من اللازم او باحث عن زيادة شهرة وضوء او جاهل في القضية من اساسها..ومن وجهة نظري ان القضية بدأت من لاشيء وانتهت الى لاشيء..اللغة العربية الفصحى باقية ومحفوظة وهي لغة القرآن الكريم والشعر الشعبي ليس بعيدا عن الفصحى وهو لسان حال الناس والاقرب الى وجدانهم لانه يتحدث بلهجتهم اليومية ومتى ماعاد الناس الى الفصحى عاد الشعر كذلك.
*هل لديك ماتود إضافته في نهاية هذا اللقاء؟..
**هي أمنية ان يجد من يقرأ هذا اللقاء المعلومة الجيدة والفائدة المرجوة..اشكرك (أبا احمد) على تنوع اسئلتك وعمقها واهنئك على النجاحات المتواصلة التي تحققها صفحة (ملامح صبح) والشكر والتهنئة موصولة لجريدة البلاد الغالية والقائمين عليها وقرائها الكرام.