رؤية نقدية) إبحار في (سدرة القلب) لـ احمد الناصر الأحمد . . لا شك بأن قراءتي لمثل هذا النص الباذخ.. قد تظلمه.. ولا أشكر عليها.. لأنني لا أمتلك أدوات تؤهلني لمثل هذه القراءة ولمثل هذا الشاعر بالذات (أحمد الناصر الأحمد). سدرة القلب أجاد شاعرنا كثيراً في اختيار العنوان وقلة هم من يجعلونك تقرأ القصيدة من عنوانها.. وقلة هم من يحسنون الاستهلال ويتمكنون من المطلع.. ويستدرجونك منذ أول بيت بالقصيدة ليحفزوك على الانتهاء منها لتعيد قراءتها من جديد.. يقول شاعرنا في البيت الأول. الجمر صمتي واللهب بعض بوحي والشاعر المسكون بالوعي مصباح تطويع لا يستغرب من شاعر متمكن لصورة الجمرة واللهب.. صورها شاعرنا بدقة في شطر واحد بيد أنني عجزت عن كتاباتها في جملة مبعثرة!.. وهو يستبعد الرماد.. وفي أسوأ حالاته يكتفي بالجمر.. هكذا هي الروح المتقدة دائماً لا تخبو ولا تنطفي. أما العطف في الشطر الثاني فلا يقل بلاغة عن الشطر الأول.. إذا ما علمنا بعد قراءة متأنية بأن الجمر واللهب هما وقود المصباح.. لذلك يحمله الشاعر في حله وترحاله.. كناية عن الوعي.. يا سدرة في داخل القلب فوحي هدي جدار الصمت يكفيك ما راح يا لهذا الجدا...